أفرد تقنيو كرة القدم الجزائرية حجما ساعيا كبيرا عبر مختلف القنوات الإذاعية المحلية وجل المحطات التلفزيونية الوطنية للحديث عن نجاح المنتخب الوطني في ترويض ''أسود الأطلس'' وانتصاره عليهم بهدف دون رد عن طريق ركلة جزاء نفذها اللاعب حسان يبدة في الدقائق الأولى للمباراة التي كانت كفيلة بمنح النقاط الثلاث للمنتخب الوطني على حساب نظيره المغربي، وذلك في إطار منافسات الجولة الثالثة من المجموعة الرابعة من تصفيات كأس أمم إفريقيا لعام .2012 والبداية كانت مع الدولي السابق فضيل مغارية، الذي قال بأن هذا الفوز لا يعني فقط النقاط الثلاث للجزائر بل إن معانيه تتجاوز ذلك، فأشبال عبد الحق بن شيخة استطاعوا أخيرًا الانتصار على ''أسود الأطلس'' وذلك بعد سنوات وسنوات عجزوا فيها على التفوق عليهم ومن بين آخر المباريات المثيرة التي كان قد انتصر فيها المغرب على الجزائر تلك التي أخرجهم فيها من ربع نهائي كأس إفريقيا بتونس، وذلك في مباراة مثيرة انتهت بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد بعد أن كان الفريقان قد احتكما فيها إلى الأشواط الإضافية. وأضاف، أن ''الخضر'' تمكنوا اليوم من رد الدين ل''أسود الأطلس'' في مباراة ذات ندية كبيرة بين الجارين اتسمت بمحاولة كل فريق التحكم في أعصابه لعدم الدخول في أية مشادات وقد نجحوا في ذلك وبامتياز..... وبهذا الفوز رفع الفريق الوطني رصيده إلى 4 نقاط بالتساوي مع كل فرق هذه المجموعة التي تضم جمهورية إفريقيا الوسطى وتانزنيا أيضًا إلا أن ''الخضر'' يحتلون المركز الأخير بسبب فارق الأهداف الذي لا يصب في مصلحتهم. وعن القراءة الفنية للمباراة، أردف الدولي السابق، أن الشوط الأول بدأ حماسيًا ومن دون مقدمات خاصة من جانب زملاء حسان يبدة فقد تبينت نية ''الخضر'' في خطف نقاط الفوز بعد ضربة حرة مباشرة نفذها رياض بودبوز ارتطمت بحائط الصد وتهادت لتسقط على عارضة الحارس نادر المياغري ليفلت المغاربة من أولى هجمات الجزائر. وتابع، إن سيطرة الفريق الوطني على مجريات اللقاء لم تترجم لفرص أخرى سوى ببعض التهديدات المحتشمة بكرات ثابتة إلا في آخر دقائق الشوط الأول، حيث كاد غزال أن يضيف الهدف الثاني بعد توغل من الجهة اليسرى إلا أن تسديدته تصدى لها عادل هرماش في آخر لحظة فوصلت الكرة إلى بودبوز الذي لم يحسن التسديد لتضيع الكرة وينتهي الشوط الأول بهدف دون رد. وفي ذات السياق، قال مغارية إن، مجريات الشوط الثاني كانت كالأول فقد بدأها أشبال بن شيخة بسيطرة على الكرة وسلاسة في التمرير إلا أن هذه التمريرات كان أغلبها بشكل عرضي كما أن انضمام ظهيري ''الخضر'' مهدي مصطفى وجمال مصباح لم يكن كبيرًا للهجوم وهو ما لم لم يعط زيادة عددية لهم في مناطق أسود الأطلس الذين بدؤوا يمسكون بزمام الأمور شيئًا فشيئًا إذ توغل عادل تاعرابت في حدود الدقيقة 60 من الجهة اليسرى وسدد كرة تصدى لها الحارس مبولحي وأصر نفس اللاعب الذي أصبح أقل احتفاظًا بالكرة على التسديد بعد ذلك بخمس دقائق إلا أن الحارس رد عليه بنفس الرد. وأضاف، إن هذه الهجمات أفاقت المغاربة وجعلتهم أكثر حركية وسرعة في تناقل الكرات وكانت أخطر فرص المغرب في الدقيقة ,66 ولكن هذه الصحوة كانت دون فائدة خصوصا عندما أحس الجزائريون بالخطر فأعاد المدرب بن شيخة ترتيب أوراق فريقه الدفاعية فأصبحوا أكثر صرامة مرة أخرى وتأتت لهم فرصة لإضافة هدف ثانٍ برأسية جميلة من جبور بعد توزيعة من عبد القادر غزال إلا أن الحارس المياغري كان في المكان المناسب وذلك في أواسط الدقائق السبعين من المباراة. المنتخب الوطني أشعل المنافسة على بطاقة التأهل وسار جمال مناد في نفس الاتجاه، حيث أرجع انتصار المنتخب الوطني على المغرب للتضحية ونكران الذات وإرادة اللاعبين وقال بأن زملاء رفيق جبور عودونا على الانتفاضة عندما يكونوا في وضعيات صعبة وفي هذه المباراة أكدوا هذه القاعدة رغم غياب عدد من اللاعبين الأساسيين في مقدمتهم عبد المجيد بوقرة وكريم زياني وكريم مطمور ورفيق حليش. وعن جزئيات المقابلة، قال مدرب شبيبة بجاية، إن اللقاء لم يكشف عن حقيقة الطرف الأفضل في الشوط الأول، حيث اقتصر على الفرص الخجولة واللعب في وسط الملعب بعد أن تبين أن النهج الدفاعي هوالطاغي على حسابات المدربين والاعتماد على الكرات المرتدة مع العلم أن ''الخضر'' كانوا الأفضل نسبياً من ناحية الاستحواذ على الكرة والاحتكاك البدني. وأضاف، إن الفريق الوطني فاجأ المغرب بهدف مبكر عبر حسن يبدة في الدقيقة الخامسة من ركلة جزاء نفذها بنجاح.. وبعدها اعتمد الطرفان على الخشونة الزائدة والابتعاد عن العامل الفني في كثير من الأحيان، إذ شهد الشوط الأول حوالي عشرين خطأ بين المنتخبين. وفي سياق متصل، أشار نفس المتحدث، إلى أن الشوط الثاني شهد صحوة زملاء مروان الشماخ في محاولة منهم لإدراك التعادل لكن دفاع عبد القادر غزال ورفاقه كان سداً منيعا في وجه أغلب الكرات. وبهذا الانتصار، أشعل المنتخب الوطني المنافسة على بطاقة التأهل للمجموعة الرابعة من تصفيات أمم إفريقيا ,2012 التي ستقام في غينيا الاستوائية والغابون بالفوز على جاره المغربي بهدف دون رد ليرفع رصيده إلى أربع نقاط بالتساوي بين جميع المنتخبات. الجزائر تكسر سيطرة المغاربة على المباريات من جانبه، قال مصطفى كويسي لاعب ''الخضر'' سابقا، إن كسر العقدة من طرف المنتخب الوطني يعيد المنافسة مرة أخرى ويكسر سيطرة المغاربة على المباريات التي تجمع المنتخبين. وأضاف، أن المواجهة امتازت بالمنافسة الشديدة والندية الكبيرة وخاصة اللعب البدني العالي، وفي الجانب التقني لم تكن المباراة جيدة، فقد شهدت عدة إضاعات لكرات وتمريرات سهلة من جانب المنتخبين إضافة إلى سوء في التقدير وفي التحكم في الكرات في عدة مواقف كما أن المباراة انحصرت في وسط الميدان إلا في الربع الأخير حيث توسعت إلى العمق. طموح الفوز تحقق في ظل غياب أسماء كبيرة وفي الأخير، قال محمد رحيم اللاعب السابق لاتحاد الحراش، إن الإثارة لم تكن حاضرة بنسبة كبيرة في الداربي المغربي على عكس المدرجات التي امتلأت بحشود بشرية كبيرة لحضور اللقاء... ورغم ذلك أعاد أشبال بن شيخة المنافسة لمصلحتهم وإشعال التحدي بالفوز على ''أسود الأطلس'' بنتيجة (1 - 0) وذلك في ظل غياب أبرز عناصر في الفريق يتقدمهم بوقرة وزياني ومطمور وحليش، وعلى إثر هذا الفوز تصبح جميع المنتخبات بذات الرصيد (أربع نقاط) في ظل تفاوت عدد الأهداف بينهم. ومن أبرز مفاتيح الفوز والعوامل التي رجحت كفة الجزائر بفضل هدف حسن يبدة، قال نفس المتحدث: ''ست نقاط ساهمت كثيراً في فوز الجزائر على نظيره المغربي، ويتعلق الأمر بكل من غياب مهاجم ارسنال مروان الشماخ وزميله يونس بلهندة في خط الهجوم، حيث كان التناسق بينهما غائبا بشكل كبير، وحتى دخول يوسف العربي في الشوط الثاني لم يسفر عن شيء الأمر الذي حد من الخطورة على مرمى المنتخب الوطني وكذا تألق الحارس رايس مبولحي في التعامل مع الكرات العرضية والتي وضعت حداً لخطورة الشماخ في الكرات العرضية التي يتعامل معها بشكل جيد، حيث كان توقيت مبولحي في التقاط الكرات والخروج من مرماه أمرا في غاية التألق، بالإضافة إلى الرقابة اللصيقة التي فرضت على مبارك بوصوفة لاعب المنتخب المغربي من قبل دفاع الجزائر في وسط الملعب حيث وضعت حداً لخطورته وبالتالي انقطاع الاتصال بينه وبين الشماخ. وأضاف: ''إلى جانب هاته النقاط هناك ثلاثة عوامل بدءا بالبطء في تحضير الكرة وسط الملعب المغربي، ما قلل من الخطورة على مرمى مبولحي في ظل عدم التناسق الجيد بين خط محور الوسط وخط المقدمة في كثير من الأوقات مرورا إلى تفوق منتخبنا على جاره في أغلب الكرات الفردية بالاحتكاك القوي والإصرار على استحواذ الكرة بالإضافة إلى الضغط القوي الذي شكله ''الخضر'' على حامل الكرة وصولا إلى إغلاق الأطراف لمنع الكرات العرضية المغربية والتي يتعامل معها الشماخ بشكل جيد، حيث اقتصرت معظم كرات أسود الأطلس على التمريرات البينية لكنها لم تثمر شيئا أمام صلابة الدفاع.