توّج الفيلمان الجزائريان ''الساحة'' لدحمان أوزيد و''قراقوز'' لعبد النور زحزاح في مهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط، الذي اختتمت فعالياته أوّل أمس، ليضاف هذان التتويجان إلى رصيد هذين العملين اللذين ما انفكا يحصدان الجوائز في شتى المحافل السينمائية التي يشاركان فيها. ومنحت لجنة التحكيم في صنف الفيلم الطويل ''تنويها خاصا'' لفيلم ''الساحة'' فيما تحصّل فيلم ''قراقوز'' على ''الجائزة الخاصة للجنة التحكيم'' في هذه الدورة السابعة عشرة لمهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط، التي منحت الجائزة الكبرى للفيلم المغربي ''الجامع'' لداوود أولاد السيد. ويعدّ ''الساحة'' سابقة في نوعه الكوميدي الموسيقي في الفن السابع الجزائري، يتناول من خلال الغناء والرقص يوميات الشباب وطموحاتهم أمام حياة صعبة، فعلى مدار ساعتين من الزمن تدور أحداث هذه القصة الخيالية حول جماعة تتكوّن من ستة شباب بطّالين يقطنون حيا شعبيا يقضون جلّ وقتهم في ساحة مهيأة كفضاء للإبداعات الفنية، فهؤلاء الشباب يحلمون بتصميم كوميديا موسيقية والقيام بجولة عبر العالم ليصبحوا مشهورين، غير أنّ الظروف الاجتماعية التي يعيشونها ترغمهم على التصدي لعدة مشاكل تتعلّق بالبطالة، العزوبية، أزمة السكن والفراغ. فجأة قدمت مجموعة من الفتيات إلى هذا الحي وانطلاقا من هنا يبرز المشهد نزاعا جديدا أي النزاع بين الجنسين وعليه ''تناقش'' العلاقة بين الرجال والنساء بطرق تارة عصرية وتارة أخرى تقليدية، ويتمّ خلال هذه الكوميديا الموسيقية التعبير بقوّة عن القيم الإنسانية كالعيش بكرامة والمحبة بصدق وبلوغ الأهداف والسماع للآخر والعيش في وفاق مع الآخرين. وظفر ''الساحة'' للمخرج دحمان أوزيد خلال الطبعة الثانية والعشرين للمهرجان الإفريقي للسينما والتلفزيون بواغادوغو بجائزة الأممالمتحدة لمكافحة الفقر، كما نال جائزة أحسن موسيقى في المهرجان المتوسطي بمونبوليي، وكذا الجائزة الجماعية لأحسن تمثيل رجالي ونسائي في شهر ديسمبر 2010 في إطار فعاليات المهرجان الدولي للفيلم العربي بوهران. وأكّد دحمان أوزيد في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أنّه ''سعيد جدّا بهذا التتويج الذي يؤكّد أنّ الفيلم يحظى بالاهتمام حيثما عرض''، مضيفا أن هذه التتويجات تشجّعه على مواصلة مشواره حتى تشاهده كل الجماهير. أمّا الفيلم القصير ''القاراقوز'' للمخرج الشاب عبد النور زحزاح، فتدور أحداثه حول أب وابنه يعملان في مجال صنع عرائس أو ما يعرف ب''الراوز''، حيث يتنقلان بين مدارس منطقة تيبازة وقراها المعزولة لتقديم عروض لعرائس الدمى، وفي إحدى المرات بينما هما في طريقهما إلى إحدى المدارس يتعرضان لمشاكل يفقدان إثرها عرائس الراوز، وفي تلك الرحلة تنكشف العديد من القضايا الاجتماعية وتتوثّق علاقة الأب بابنه، خاصة بعد كلّ ما يتعرّضان له ويبقيان صامدين في مواجهة الصعوبات وتهكّم الآخرين. وقد حصد الفيلم جائزتين في الدورة الثامنة والعشرين ''لمهرجان الأفلام القصيرة بآكس أون بروفانس'' (فرنسا) وجائزة ''الجمهور ميدي ليبر كوداك'' في الطبعة الثانية والثلاثين للمهرجان المتوسطي لمونبوليي (أكتوبر 2010) وجائزتين أخريين خلال الطبعة الواحدة والعشرين لمهرجان السينما الإفريقية وآسيا وأمريكا اللاتينية بميلانو.