دعا المشاركون في الملتقى المغاربي الخامس للجيوفيزياء التطبيقية الذي افتتحت أشغاله أمس بالجزائر العاصمة، الى ضرورة تطوير أدوات ووسائل تحليل معطيات علوم الجيوفيزياء وتطبيقاتها الميدانية وجعلها في خدمة المنظومة البيئية. مراهنين في ذلك على الشراكة مع الخبرات المغاربية والأوربية. وأبرز الأساتذة والباحثون والمهتمون بهذا التخصص العلمي الهام خلال انطلاق أشغال الملتقى بنزل ''الهيلتون'' بالعاصمة تحت شعار ''الجيوفيزياء في خدمة البيئة''، أهمية تركيز جهود البحث والدراسة حول كيفية اقتراح الآليات التطبيقية اللازمة لتحقيق هذه المعادلة والعمل على تحقيق التكامل الفعلي بين فروع الجيوفيزياء التطبيقية ومنظومة المحيط البيئي. وتناولوا في هذا الإطار، كيفية توجيه البحث في المجالات العلمية لاسيما في علوم الجيوفيزياء التطبيقية نحو التطبيقات البيئية من خلال تعزيز الشراكة بين الجامعات والمعاهد العلمية المتخصصة والأساتذة والباحثين المغاربيين والأجانب. وفي هذا الإطار، ركز الباحث في مركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفيزياء ببوزريعة وأمين الملتقى السيد عبد الرزاق بوزيد في تصريحه ل''المساء'' على أهمية الشراكة مع المخابر الأجنبية لإعداد الدراسات الجيوفيزيائية الخاصة برصد التحركات الأرضية والزلازل بما يتماشى مع سياسات المحافظة على البيئة، مشددا على أهمية فتح الجسور بين مؤسسات ومعاهد التعليم العالي المتخصصة في الجيوفيزياء لتبادل الخبرات والمعارف والاطلاع أكثر على أخر مستجدات البحث في هذا التخصص المعرفي العلمي الهام. واعتبر المتحدث الملتقى فضاء علميا هاما لتبادل المقترحات والرؤى بين المشاركين والباحثين للايجاد الحلول الناجعة للمشاكل المعرقلة للبحوث العلمية في هذا الإطار، موضحا أن من بين المشاكل الرئيسية في ذلك نقص المراجع العلمية الخاصة بتطبيقات الجيوفيزياء التطبيقية إضافة إلى النقص المسجل في الوسائل والمعدات التقنية المستخدمة في التطبيقات الميدانية. وبدوره، أبرز عميد جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا السيد عبد السلام بن زاغو أهمية هذا الملتقى العلمي في تنوير الطلبة والباحثين بآخر الدراسات العلمية والتطبيقية في هذا الاختصاص وسبل تطويرها لاسيما على المستوى المغاربي. وذكر السيد بن زاغو بالخبرة العلمية والكفاءة التي يتمتع بها طاقم وعمال مركز علم الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفيزياء الكائن مقره ببوزريعة بالجزائر العاصمة، مبرزا أهم النشاطات التي يقوم بها على غرار رصد التحركات الأرضية وقياس قوة الزلازل والهزات الأرضية الى جانب رصد الأهلة ومراقبة الظواهر الفلكية المختلفة. وسجل هذا الملتقى المغاربي الخامس الذي تحتضنه الجزائر لأول مرة، تقديم العديد من المحاضرات والمداخلات لأساتذة وباحثين من داخل وخارج الوطن على غرار المغرب وتونس وموريتانيا وفرنسا تناولت مواضيع الجيوفيزياء التطبيقية وعلاقاتها بالمحيط البيئي ومنهجية معالجة تقنياتها في إطار البحوث المنجمية، اضافة الى تحديد علاقة هذا الفرع العلمي مع البحوث الجارية في مجالات التنقيب عن البترول والغاز وتقييم حالات الخطر الناجمة ن ذلك. وشرعت الجهات المشرفة على الملتقى في تنظيم معارض مصغرة بمكتبة الحامة بالعاصمة لفائدة الهيئات والمؤسسات الوطنية والأجنبية المختصة في مجال صنع المعدات والتجهيزات العلمية المستخدمة في هذا التخصص. وللاشارة، عرف ملتقى الجيوفيزياء التطبيقية في طبعته الخامسة والذي سيدوم الى غاية 14 أفريل الجاري حضور حوالي 400 طالب وأستاذ من بينهم 50 مشاركا أجنبيا من عدة دول عربية وأوربية.