اعتبر وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات السيد عمار تو، أمس، بالجزائر العاصمة، أن الخدمات المقدمة للمواطن "ليست في المستوى المطلوب" نتيجة سلوكات معينة لبعض مستخدمي القطاع·وقال السيد تو، بمناسبة الملتقى الرابع لجراحة القلب الذي تحتضنه مدرسة الصحة العسكرية بين 21 و23 من الشهر الحالي، أن "الدولة وفرت الميزانية اللازمة وجهزت القطاع ولكن نوعية الخدمات وانسنتها تتطلب وقتا طويلا لتحسينها"· وأضاف أن هذه السلوكات تعطي انطباعا ب"الفشل" رغم كل ما أنجز في القطاع· ودعا السيد تو، في الإطار، كل المستخدمين إلى الاستقبال الجيد للمرضى وذويهم وإحاطتهم بالعناية اللازمة حتى يحس المريض بالتكفل الجيد· وذكر الوزير بأن الدولة دعمت ميزانية القطاع منذ سنة 2005 وجهزت المؤسسات الاستشفائية وأدخلت فيها اختصاصات لم تكن موجودة من قبل· وأوضح بالمناسبة أن القطاع مقبل على التعاقد مع صندوق الضمان الاجتماعي وأن المواطن سيختار القطاع الذي يريده (عمومي أو خاص) بعدما وضعت الوزارة القوانين الموحدة لتسيير الخدمات الصحية بهما· أما الأستاذ صلاح الدين بورزاق رئيس الجمعية الجزائرية لجراحة القلب، فقد أشار إلى التحسن المستمر الذي يعرفه هذا الاختصاص منذ إجراء العملية الأولى لقلب مفتوح بقسنطينة في سنة 1985 · وأكد الأستاذ بورزاق أنه تم فتح عدة مصالح لجراحة القلب عبر القطر كما تكفلت الدولة بتدريس هذه المادة بكليات الطب الجزائرية وفتح مسابقات للأساتذة والأساتذة المساعدين للإلتحاق بهذا الاختصاص· وبالنسبة لوضع صمامات القلب قال المختص، أن "الجزائر حلت المشكلة بنسبة 95 بالمائة وتبقى 5 بالمائة المتبقية هي الحالات التي تصل في مراحل متقدمة جدا من المرض"· وفيما يتعلق بجراحة الشرايين والتي تعتبر من الاختصاصات التي سجلت ظهورها خلال السنوات الأخيرة، قال الأستاذ أن "القطاعين العام والخاص يتكفلان بها بنسبة 60 بالمائة"·وأضاف أن جراحة وزرع الحلزون (ستانت) المنظم للدورة الدموية وكذا الاستعجالات الطبية إلى الخارج عرفت هي الأخرى تحسنا· وتبقى حسب الأستاذ بورزاق التشوهات الخلقية للقلب عند الأطفال التي لم يتم التكفل بها بشكل جيد فيما سبق إلاّ أن جراحتها بدأت تأخذ المكانة التي تستحقها بمساعدة فرق طبية أجنبية متخصصة تزور الجزائر من حين لآخر لمساعدة الأطباء الجزائريين· وينتظر أن يحل هذا المشكل نهائيا حسب الأستاذ بورزاق مع فتح المؤسسات المتخصصة في جراحة التشوهات الخلقية للقلب عند الأطفال بكل من تيزي وزو وعنابة والجزائر العاصمة·