أعلن الاتحاد الإفريقي أمس انه يدرس طلبا ليبيا لعقد قمة إفريقية استثنائية لبحث مسألة استمرار الضربات الجوية التي تشنها طائرات حلف شمال الأطلسي على هذا البلد في محاولة لاحتواء الأزمة المتفاقمة فيه منذ قرابة ثلاثة أشهر. وقال رمضان لعمامرة مفوض الاتحاد الإفريقي لشؤون السلم والأمن أن ''المشكلة في ليبيا مشكلة افريقية بما يتعين حلها على مستوى الاتحاد الإفريقي ونحن نطلب من الشركاء أن يتفهموا ذلك ويساعدونا في المضي في هذا الاتجاه''. وأضاف أن ''تبني أجندات لحل الأزمة في ليبيا من جانب أطراف أخرى غير إفريقية كان لها تأثير سلبي على تطبيق خارطة الطريق التي اقترحها الاتحاد الإفريقي لإيجاد مخرج للمأزق الليبي''. وجاءت تصريحات المسؤول الإفريقي رغم أن الاتحاد دعا المجموعة الدولية إلى ضرورة الالتزام بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الذي سمح بالتدخل العسكري الأجنبي في ليبيا بهدف حماية المدنيين. وحث المجلس كل الأطراف المعنية بالصراع في ليبيا على الامتناع عن كافة الأعمال العدائية بما يتضمن استهداف كبار المسؤولين الليبيين واستهداف البنية التحتية الاجتماعية والاقتصادية والتي من شأنها أن تؤدي إلى تعقيد الموقف وزيادة صعوبة التوصل إلى اتفاق دولي حول أفضل السبل لإحراز تقدم باتجاه التوصل إلى حل للأزمة في البلاد. وأكد مجلس السلم والأمن التزامه القوى باحترام وحدة ليبيا وسلامة أراضيها وعبر عن قلقه العميق إزاء استمرار القتال فى هذا البلد وعواقبه الإنسانية والخسائر في الأرواح وآثاره على الأمن والاستقرار على المدى الطويل في هذا البلد وعلى وحدتها الوطنية وسلامة أراضيها وعلى المنطقة ككل. وشدد المجلس على أهمية خارطة الطريق التي اقترحها الاتحاد الأفريقي لحل الأزمة في ليبيا وفقا للبند السابع من البيان الذي أصدرته لجنة الاتحاد الإفريقي العليا في الاجتماعين اللذين عقدا في نواكشوط يومي مارس الماضي و أفريل الجاري. وجاء اجتماع مجلس السلم والأمن الإفريقي تزامنا مع دعوة الحكومة الليبية الى عقد قمة طارئة للاتحاد الإفريقي فى اقرب وقت بهدف ''مواجهة العدوان الخارجي'' ضدها. وقال عبد العاطي العبيدي وزير الخارجية الليبي فى اجتماع اديس ابابا أن وفد بلاده اقترح عقد قمة طارئة للاتحاد الإفريقي في اقرب وقت بكيفية تتيح لقارتنا استنفار قدراتها لمواجهة القوات الخارجية التي تعتدي علينا ''. وتحدث رئيس الدبلوماسية الليبية خلال اجتماع المجلس الذي يأتي في إطار مشاورات مستمرة منذ الاثنين الأخير في مسعى لإيجاد حل تفاوضي للنزاع في ليبيا. وهو الاجتماع الذي حضره أيضا وفد يمثل المجلس الوطني الانتقالي المعارضة الليبية. كما طالبت ليبيا أيضا روسيا باستدعاء مجلس الأمن الدولي لعقد جلسة طارئة لبحث مسألة التدخل العسكري. وذكر التلفزيون الليبي أن ''الضربات الجوية التي يشنها حلف الناتو تتناقض مع لوائح مجلس الأمن رقمي و. واعتبر النظام الليبي أن القصف الذي استهدف مكتب العقيد معمر القذافي مساء الأحد هو ''محاولة لاغتياله''. وكان مجلس السلم والأمن قد اختتم اجتماعا على المستوى الوزاري بمقر المفوضية بالعاصمة الإثيوبية في أديس أبابا في وقت متأخر من الليلة الثلاثاء إلى الأربعاء بمشاركة ممثلين من الدول الأعضاء بالمجلس ومن أعضاء اللجنة العليا ومن الدول المجاورة بهدف بحث سبل الخروج من هذه الأزمة. وهو الاجتماع الذي انتقد خلاله المشاركون التدخل العسكري في ليبيا معتبرا أن تبني أجندات في هذا البلد من جانب أطراف أخرى غير أفريقية كان له تأثير سلبي على تطبيق خارطة الطريق التي اقترحها الاتحاد لوقف إطلاق النار والبحث عن حل سلمي للنزاع هناك.