صدر عن وزارة التراث والثقافة العمانية مؤخرا كتابين حول آثار سلطنة عمان، الأول بعنوان "في ظل الأسلاف: أسس ما قبل التاريخ للجزيرة العربية الأولى والثاني نتائج أعمال الحفر الميدانية بموقع رأس الحمراء الأثري" · وقدم الكتاب الأول - وفق جريدة "الاتحاد" الإماراتية - موريسيو توزي، أستاذ مختص في تدريس فترة ما قبل التاريخ من جامعة بولونيا بإيطاليا والذي تركزت مجالات بحوثه في الحضارات المبكرة غرب وسط آسيا منذ عام 1967م بإدارة العديد من المشاريع الميدانية في إيران وباكستان وأفغانستان، وبدأ بأعمال البحث الميداني في سلطنة عمان عام 1975م، وتركزت محاضرته حول المواقع التي زارها في السلطنة من خلال الكشف عن تفاصيل الملاحة البحرية لحضارة عمان الآثار التي تركها الصياد العماني الذي ينتمي إلى فترة ما قبل التاريخ والمنتشرة على طول سواحل سلطنة عمان· أما الكتاب الثاني، قدمه الدكتور ساندرو سلفا توري حيث تضمن عرضا عن أعمال الحفر الميدانية بموقع رأس الحمراء الأثري متطرقا إلى دراسة الموقع والتنقيب فيه خلال ثمانينيات القرن الماضي، بالاشتراك مع علماء آخرين من أوروبا، حيث قسمت الدراسة إلى أربعة أجزاء تضمن الجزء الأول تقريرا حول الحفريات الأثرية التي أجريت بين عامي 1981 و1985م، فيما تضمن الجزء الثاني سجلا تفصيليا وملاحظات أنتروبولوجية للقبور التي تمّ التنقيب فيها· والجزء الثالث، احتوى على دراسة أنتروبولوجية تحليلية لبقايا العظام التي تمّ اكتشافها في المقابر، وقد تضمن الجزء الأخير دراسة تحليلية لأسنان الموتى التي تمّ العثور عليها في موقع رأس الحمراء الذي يأخذ شكلا شبيها بتلة اصطناعية، تشغل أقصى جنوب اللسان الجبلي الممتد في البحر· وكشفت التنقيبات عن ما لا يقل عن سبع مراحل استوطن فيها الإنسان هذا الموقع، وجميعها كانت مرتبطة بمستوطنات لمجتمعات من الصيادين وجامعي القوت الذين سكنوا الموقع خلال فترة تمتد من الربع الأخير للألف الخامس قبل الميلاد وجزء كبير من الألف الرابع قبل الميلاد· وبشكل عام، فإن هذه القبور هي عبارة عن حفر ضحلة تتخذ شكلا بيضاويا، كان الميت يدفن فيها بشكل قرفصائي على أحد جانبيه، وفي الغالب على جانبه الأيمن، وذراعاه مطويتان باتجاه صدره، وكفاه أمام أو أسفل رأسه، وفي بعض الحالات كان الميت يمسك بيده قوقعة أو صدفة بحرية، ويتضح تفرد هذا الموقع·