اختتمت، أمس، الطبعة 12 للصالون الدولي للسياحة ''سيتاف''، واضعة الجزائر أمام تحديات كبرى فيما يخص إعادة بعث السياحة الجزائرية والرفع من الأرقام التي يسجلها القطاع خاصة مع الظروف التي يعرفها العالم العربي والدول المغاربية على وجه الخصوص والتي من شأنها أن تحرك عجلة السوق السياحية ببلادنا خاصة أمام تردد السياح الأجانب في التوجه نحو المقاصد الكلاسيكية على غرار تونس ومصر والمغرب التي تعرف اضطرابات أمنية وسياسية، غير أن هذه الوضعية الإيجابية تقابلها العديد من النقائص والسلبيات خاصة ما تعلق منها بنقص الإمكانيات والمرافق. ويشير الخبراء والمختصون إلى احتمال ارتفاع الأرقام التي سجلتها بلادنا فيما يخص السياحة خلال العام الماضي وذلك بارتفاع الإقبال السياحي خلال الموسم المقبل، علما أنه تم تسجيل خلال سنة 2010 أزيد من 2.070.496 سائح أي بزيادة تقدر ب32,8 بالمائة، ويعود سبب الارتفاع المحسوس إلى الوضعية الاقتصادية الإيجابية والمناخ الأمني المهيأ سواء للسياح الأجانب والمحليين أو للاستثمارات، خاصة أمام التسهيلات الهامة الموفرة من قبل الدولة. وتجمع كل العوامل والمؤشرات على احتمال تحقيق الجزائر للانطلاقة المرجوة في قطاع السياحة، حيث أنه وبالإضافة إلى توفر الجزائر على مناطق سياحية مغرية كالصحراء إلى جانب مواقع تمثل التراث الإنساني والعالمي ومصنفة من طرف اليونسكو لقيمتها التاريخية والعلمية، فإن الحالة الاقتصادية للجزائر التي تمثل القوة الثالثة للقارة الإفريقية من حيث الناتج الداخلي الخام الذي قدر ب3,268 مليار دولار سنة 2009 تسير من الحسن إلى الأحسن. ويسجل النمو الاقتصادي ببلادنا ارتفاعا ملحوظا ومستقرا مع تضخم متحكم فيه قدر ب7,5 بالمائة سنة 2010 إلى جانب التحرر التدريجي للاقتصاد الذي يغري بشكل واضح المستثمرين الأجانب في مجال الصناعة السياحية من خلال الاستثمار في المنشآت القاعدية من فنادق ومركبات والتي يعد نقصها من أهم العوائق التي تحول دون تسجيل أرقام إيجابية في هذا القطاع. وتعكس هذه العوامل الديناميكية التي يعرفها القطاع السياحي خلال الأعوام القليلة الماضية في ظل الاستراتيجية والمخططات التي سطرتها الدولة لترقية هذا القطاع على غرار المخطط التوجيهي الذي تمت المصادقة عليه سنة 2008 وشرع في العمل به من خلال تجسيد المحاور الخمسة التي تم تسطيرها والتي تعنى بشكل أساسي بالرفع من الهياكل الفندقية ومراكز الإيواء وتثمين الموارد البشرية وتكوينها بشكل جيد من أجل تقديم خدمات ذات نوعية عالية. وتشير الأرقام إلى احتلال الجزائر المرتبة الرابعة ضمن الوجهة السياحية الإفريقية بعد كل من المغرب وتونس وإفريقيا الجنوبية، وقد سجلت السياحة الجزائرية سنة 2009 نموا سياحيا قدر ب45,9 بالمائة على الرغم من انخفاض الأرقام السياحية بأزيد من 4 بالمائة في إفريقيا نتيجة للأزمة الاقتصادية العالمية التي استطاعت الجزائر أن تكون بمنأى عنها. وبلغ عدد السياح سنة 2010 بحسب الأرقام المسجلة على الحدود 2.070.496 سائح أي بزيادة قدرت ب32,8 بالمائة منهم 41509,1 سائح جزائري مقيم في الخارج أي بزيادة قدرت ب73,12 بالمائة والسياح الأجانب الذين قدر عددهم ب987,654 بانخفاض طفيف قدر ب13,0 بالمائة مقارنة بسنة ,2009 علما أن ما يقارب ال400 ألف سائح أجنبي يقبلون على الجزائر للمتعة والراحة أي ما نسبته 14,12 بالمائة، فيما ارتفع عدد السياح الوافدين بغرض الأعمال إلى أزيد من41 بالمائة من مجموع السياح الأجانب أي بزيادة قدرها 29 .12 بالمائة مقارنة بسنة .2009