استمتع، مساء أول أمس، عشاق الفن المسرحي بالعرض ما قبل الأول(الشرفي) لمسرحية ''لسان الدين بن الخطيب'' التي كتبها حسان ملياني وأخرجتها فوزية آيت الحاج، حيث لقي العرض إقبالا وتوافدا كبيرين للجمهور القبائلي المتعطش للعروض المسرحية التي افتقدها لسنوات عدة والذي تابع أحداث العرض على ركح المسرح الجهوي كاتب ياسين بتيزي وزو. وقد قضى الجمهور أوقاتا ممتعة ''حوالي ساعتين من الزمن'' في متابعة أحداث العرض المسرحي الذي تناول جانبا تاريخيا من الفتوحات الإسلامية ''تاريخ الأندلس''، لاسيما عند بداية انحطاط الأندلس مع النصف الثاني من القرن ال13 بسبب نزاعات واضطرابات، وهي بمثابة تقييم إيجابي عن طريق طرح عدد من الأسئلة حول الأسباب التي دفعت بالمفكر الشهير لسان الدين بن الخطيب، الذي عاش تحت إمارة سلطان قرطبة إلى الفرار من الأندلس واللجوء إلى تلمسان ثم مدينة فاس بالمغرب. وقدم العرض المسرحي السيرة الذاتية لهذه الشخصية التاريخية، حيث حاولت شخصيات المسرحية بمن فيها عبد الحميد قوري الذي تقمص دور ابن الخطيب رفقة عدة ممثلين أدوا أدوارا مختلفة، نقل حقبة هامة من تاريخ الأندلس التي كانت تعيش بداية انحطاطها وذلك من خلال التعرف على النزاعات بين أفراد حاشية الملك وتصادم طموحاتهم وغيرها، كما تحاول المسرحية تقديم قراءة تاريخية اجتماعية تساعد على فهم الحاضر واستشراف المستقبل، مسلطة الضوء على جانب مهم من تاريخ الأندلس في بداية فترة الانحطاط من خلال إبراز النزاعات والصراعات ما بين أفراد حاشية الملك بسبب الطموح الزائد، حيث كانت الأندلس تعرف موجات عديدة من المهاجرين بسبب الفتن والفساد الأخلاقي والغشّ الصّناعي والتّجاري. وكيف وصل ابن الخطيب إلى نهايته المأساوية في ظل ''صراعات البلاط'' والحالة الاجتماعية في الأندلس التي كانت تعد أنفاسها الأخيرة قبل السقوط. ولكن الحساد وفي طليعتهم ابن زمرك أوقعوا بين الملك وابن الخطيب الذي نفي إلى المغرب، حيث مات مقتولا سنة 776 ه الموافق ل1374م. وللإشارة تعتبر هذه المسرحية من بين ال19 عملا مسرحيا التي ستشارك في تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية ,2011 حيث أتيحت الفرصة لعشاق المسرح بتيزي وزو لمشاهدة العرض الشرفي للمسرحية بمسرح كاتب ياسين.