تم أول أمس تخرج دفعتين جديدتين للسنة الدراسية 2010/2011 بالمدرسة العليا البحرية بتمنفوست، وهذا في حفل أشرف عليه اللواء مالك نسيب قائد القوات البحرية، ويتعلق الأمر بالدفعة التاسعة عشر لضباط دورة القيادة والأركان المتشكلة من 59 عنصرا من بينهم تونسي والدفعة الأولى ليسانس في علوم الملاحة البحرية التي تتكون من 82 عنصرا من بينهم فلسطيني وكونغولي. وقد تلقت الدفعتان المتخرجتان تكوينا علميا وعسكريا نظريا وتطبيقيا وفقا للبرامج الدراسية والبيداغوجية المقررة. كما تدعمت قدرات هاتين الدفعتين من خلال ما أتيح لهما هذه السنة من زيارات دراسية ومحاضرات خارجية. وفي كلمة له بالمناسبة، أوضح قائد المدرسة العليا البحرية، العقيد قريش محمد، أن التحصيل العلمي والبيداغوجي الذي تلقته الدفعتان المتخرجتان من شأنه أن يؤهل أفرادهما مستقبلا لأداء مهامها ''بكل ثقة واقتدار ملتزمين في ذلك بقواعد الانضباط العسكريم هدفهم الأسمى في ذلك صون الوحدة والسيادة الوطنية''. وأضاف أن المدرسة ''شهدت تطورات هائلة في البرامج التعليمية وعصرنة وسائلها البيداغوجية، من أجل رفع نوعية التكوين، آخذة بعين الاعتبار التطورات والتحولات التكنولوجية العالمية''. ولهذا الغرض - كما قال - تم التنسيق مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، لاعتماد نظام ''الألمدي'' في التخصصات البحرية، لتشهد هذه السنة تخرج أول دفعة في ظل هذا النظام الجديد ''الذي مكنها من اكتساب مهارات عالية ودقيقة في ميدان الاختصاص وكسب كفاءات التحكم في اللغات الأجنبية، فضلا عن الاحتكاك بالميدان من خلال التربصات التطبيقية التي يقرها هذا النظام على متن الوحدات العائمة بغرض تدعيم معارفها النظرية وكذلك الإحاطة بالحياة والاختصاصات البحرية على المتن''. وقد حملت الدفعتان المتخرجتان اسم الشهيد بشري بلقاسم الذي التحق بصفوف جيش التحرير الوطني في سن مبكرة، قبل أن يعين قائدا ومسؤولا سياسيا بالمنطقة الثامنة للولاية الخامسة. وقد ظل يشارك في المعارك والعمليات العسكرية مع رفاقه، حيث حقق عدة انتصارات تكبد فيها العدو خسائر في الأرواح والعتاد إلى أن سقط في ميدان الشرف يوم 9 أوت 1959 في معركة الجرف الشهيرة، التي تعد من أعنف المعارك مع قوات الاستعمار بمنطقة العبادلة.