لعل بعضهم يطلق على فصل الصيف فصل المتاعب الصحية فارتفاع درجة الحرارة والتعرض المستمر لتيار المكيفات وارتفاع معدلات الرطوبة كلها عوامل تزيد من معدل الإصابة بأمراض الصيف، وليس هذا فحسب، بل إن مشكلة التلوث تزداد بارتفاع درجات الحرارة وهذا ما يجعلك تنتبهين أكثر إلى مواجهة تلك الأخطار لحماية صحة عائلتك، والحقيقة أن مصطلح ''أمراض الصيف'' غير صحيح طبياً، فما يسمى كذلك يمكن أن يحدث على مر الأيام خلال العام، ولكن حدوثها يزداد بشكل كبيرة في هذا الفصل ومن أشهر تلك الأمراض التسممات الغذائية والالتهابات المعوية والطفيليات المعوية والتيفوئيد والكوليرا وغيرها. لماذا يكثر انتشار الأمراض في الصيف؟ من المؤكد أن الجو الحار يسرع في فساد المأكولات والمشروبات فتتخمر بسرعة وبالتالي يزداد حدوث التسمم كما أنه يساعد على البكتيريا وسائر الميكروبات المسببة لامراض الصيف على النمو والتكاثر والذباب يجد مرتعا خصبا مواتيا في هذا الفصل الحار وهو بالتأكيد يعتبر من أهم العوامل الناقلة للجراثيم والمشروبات فيصيبها بالتلوث. ويكثر التعرق في وخصوصا عندما تزداد نسبة الرطوبة وهو عامل مؤهب لحدوث الالتهابات. الإسهالات: تعتبر الإسهالات أكثر الأمراض التي تصيب المسافرين فهي لا تميز بين شخص وآخر وتتسبب فيها عادة جراثيم شائعة مثل ''الايشريشا القولونية'' و''الشيغلا'' و''السالمونيلا'' وغيرها. ومعظم الإسهالات تنتهي بسرعة ولا تحتاج إلى مضاد حيوي. لكن ماذا عن السندويشات في أماكن الاصطياف: لعل من الصعب سيدتي ضمان هذه المأكولات لذا ينبغي التأكد أولا من ان اللحم المستخدم في إعدادها سليم يطهى بطريقة جيدة لضمان قتل الجراثيم التي يمكن أن تسبب التهابات معوية وكثيرا ما تكون الأطعمة المرافقة للحوم مثل الخضروات والسلطات غير المطهية التي توضع مع اللحم في الساندويتش سبب هذه الالتهابات. وربما تأتي العدوى من أيدي الطهاة الذين يحضرون هذه المأكولات فإن كان لابد من تناول مأكولات كهذه ينصح سيدتي بعدم إضافة الخضروات والسلطات أو أي مادة غير مطهية في خال عدم التأكد منها والانتباه الى نظافة المكان خاصة المكشوفة المعرضة للذباب والحشرات. كيف تتجنبين الإسهال: ؟ في أماكن الاصطياف انتبهي إلى المياه التي تستعملينها للشرب أو لغسل الخضروات عند إعداد الطعام وقومي بغلي المياه في حال عدم توفرك على مياه معدنية. ؟ اطعمي عائلتك من الفواكه التي تقشرينها بيدك. ؟ اغسلي يدك قبل إعداد الطعام واحرصي على نظافة أيادي أطفالك قبل تناول الطعام. ؟ احذري من اللحوم غير المطهية في المطاعم واحرصي على الطهي الجيد لتلك التي تعدينها. الصيف خطر... يهدد الأطفال: ربما كان الصيف خطرا حقيقيا يهدد الأطفال فالجو الحار يحمل في ثناياه أمراضا تضر بهم ولا بد من أن تنتبهي سيدتي لهذه الأخطار حتى تمضي عائلتك صيفا خاليا من المتاعب الصحية أو إجازة بعيدة عم المشاكل. والإسهال الصيفي هو أشد هذه الأمراض خاصة عندما يصاب الطفل في السنة الأولى من عمره فالنزلات المعوية الحادة قد تودي بحياة الكثير من الأطفال في هذا السن ما لم يتلق الطفل خاصة الرضيع العلاج بسرعة. ونذكرك سيدتي إذا كنت أما لرضيع انه الى جانب الأدوية والمحاليل التي يصفها الطبيب فإن حليبك هو أفضل المصادر لتغذية طفلك فبالإضافة الى أنه معقم وخال من الجراثيم وأسهل الألبان هضما. سلوكات خاطئة في فصل الصيف: ومن السلوكات الخاطئة التي قد يمارسها أفراد عائلتك كثرة تناول المشروبات الغازية عندما يكون الجو حارا جدا ظنا منهم أنها ستغنيهم عن الماء والحقيقة غير ذلك لأن هذه المشروبات ترفع من مستوى الضغط ''السموزي'' داخل الخلايا ومن مستوى السكر في الدم مما يزيد من الإحساس بالعطش وما يشعر به الكثيرون فيطلبون الماء بعد تناول المشروبات الغازية. وللمكيفات أضرار في فصل الصيف : معروف ان الانتقال المفاجئ من حرارة مرتفعة الى برودة في الجو يمكن ان يؤدي الى تأثر الأغشية المخاطية لمداخل الجهاز النفسي في الأنف والحلق مما يؤدي الى الإصابة بأعراض تشبه تلك الناجمة عن فيروس ''الانفلوانزا'' كالشعور بالإعياء والتعب. وقد تصبح المكيفات نفسها مصدرا للمكروبات لذلك لم تجر عليها أي صيانة وقد يؤدي الانتقال المفاجئ من مكان حار إلى بارد أو العكس الى زيادة التعرض للإصابة ببعض الفيروسات . ولا شك ان الراحة هي أفضل علاج عند الإصابة بالانفلوانزا أو الزكام وذلك لرفع مقاومة الجهاز المناعي في الجسم وينصح بتناول الأغذية الغنية بالفيتامين (س) كالحمضيات . كسل الصيف عرض أم مرض: يعاني بعض الناس وخاصة الأشخاص البدينين من الشعور بالكسل والخمول في فصل الصيف وقد يعود ذلك الى عجز الجسم عن التخلص من الحرارة الفائضة بسبب عدم قدرته على إفراز العرق ما يؤدي الى فقدانه لقدر كبير من السوائل والأملاح وتشنج في العضلات خاصة أثناء المشي. والأشخاص البدينون سيدتي أكثر عرضة لهذه الأعراض وذلك أن تراكم الدهون تحت الجلد يحول دون تسرب حرارة الجسم الى الجو الخارجي مما قد يسبب الشعور بالضيق والاختناق لديهم إذ ينصح هؤلاء بتعويض ما فقدوه من سوائل وأملاح وتجنب الجهد العضلي في جو رطب وحار.