عاشت مؤسسة إعادة التربية والإدماج بالحراش، أمسية يوم الخميس، عرسا صنعه المتفوقون في امتحانات شهادتي البكالوريا والتعليم المتوسط، فضلا عن المتفوقين في مختلف الأطوار الدراسية بما فيها أقسام محو الأمية، وقد حظي هؤلاء بحفل نظم على شرفهم حضره أعضاء من الطاقم الحكومي وعلى رأسهم وزير العدل حافظ الأختام السيد الطيب بلعيز الذي أكد بالمناسبة أن المؤسسات العقابية في الجزائر تحولت إلى ورشات للتكوين تحضيرا لإدماج النزلاء في المجتمع بعد انتهاء عقوبتهم. ''لم أكن أتوقع أنني سأفتك شهادة البكالوريا يوما ولا أنني، زيادة على ذلك، سأكرم من طرف الوزير'' هكذا قال ''حسن'' بعدما استلم الجائزة الأولى وشهادة التقدير مكافأة له بعد أن نجح في امتحان العمر بجدارة واستحقاق، من السيد الطيب بلعيز، أول أمس، بمؤسسة إعادة التربية وإعادة الإدماج بالحراش التي عاشت ككل سنة عرسا التقى فيه النزلاء النجباء بمختلف الأطوار مع عائلاتهم التي لم تبخل على الحضور بزغاريدها لتمتزج دموع الفرح بدموع اللقاء والاشتياق للأحبة. نفس الشعور وجدناه عند ''عبد الهادي'' و''صفية'' وآخرين الذين حققوا هم أيضا حلما عجزوا عن تحقيقه وهم أحرار طلقاء خارج أسوار السجن، حيث أجمعوا على أن سر النجاح يكمن في التحدي والعزيمة في إثبات الذات والأمل نحو العودة إلى المجتمع بسلاح العلم والمثابرة لضمان مستقبل أفضل. ولم تختلف أمنيات النزلاء الذين حاورناهم بعين المكان، حيث انصبت في الحصول على شهادات عليا خاصة وأن كل الإمكانيات مسخرة في مؤسسة الحراش كما هو الحال بجل المؤسسات العقابية عبر الوطن وذلك في إطار سياسة إصلاحات منظومة العدالة التي تنتجها الجزائر منذ سنوات والتي تعتمد أساسا على أنسنة السجون، وقد أثبتت هذه السياسة -حسب السيد بلعيز- نجاحها، والدليل على ذلك النتائج الإيجابية المسجلة في كل سنة، حيث بلغ عدد المتمدرسين في التعليم العام بالمؤسسات العقابية 24892 والمسجلين في التكوين المهني أزيد من 30 ألف مسجلين في 84 تخصصا، كما ارتفع عدد الناجحين في امتحانات شهادة البكالوريا من 571 في السنة الماضية إلى 732 ناجحا هذه السنة ومن 1859 في السنة الماضية إلى 2195 بالنسبة لامتحانات شهادة التعليم المتوسط. أما بالنسبة للنزلاء الذين يستفيدون من الحرية النصفية للسماح لهم بمزاولة دراستهم الجامعية هذه السنة فبلغ 188 نزيلا ليصل العدد الإجمالي منذ 2002 تاريخ بداية الإصلاحات إلى 2350 نزيل توجه الى الجامعة حيث يغادرون سجنهم صباحا ليعودوا إليه مساء بحرية تامة. كما ارتأى وزير العدل حافظ الأختام أن يكافئ الؤسسات التي سجلت أكبر نسبة نجاح عرفانا بمجهوداتها حيث كرمت مؤسسة إعادة التربية البوني بولاية عنابة التي احتلت المرتبة الأولى وطنيا ب89 ناجحا في البكالوريا من مجموع 94 ممتحنا وبنسبة 94 بالمائة وكذا مؤسسة إعادة التربية بتيزي وزو التي احتلت المرتبة الأولى وطنيا في نسبة النجاح بامتحانات شهادة التعليم المتوسط بنسبة 98 بالمائة حيث نجح 195 نزيلا من أصل 199 ممتحنا. ومن جهتها كرمت جمعية أولاد الحرمة بدورها وزير العدل تقديرا لمجهوداته التي يبذلها في إطار الإصلاحات وعلى الخصوص لأنسنة السجون الجزائرية حيث قدمت له هدية رمزية تمثلت في إطار معبر لمشهد من المشاهد الطبيعية الجزائرية. للإشارة فقد حضر وزراء الاتصال والسياحة والصناعات التقليدية السيدين ناصر مهل واسماعيل ميمون والسيدة نوارة جعفر الوزيرة المنتدبة المكلفة بشؤون الأسرة حفل التكريم حيث أبوا إلا أن يشاركوا المتوجين فرحتهم.