بدأت الأزمة الزيمبابوية تأخذ أبعادا دولية بعد أن دعت المعارضة أمس، المجموعة الدولية إلى ممارسات ضغوط على الرئيس روبيرت موغابي لمنعه من اللجوء إلى دور ثاني من الانتخابات الرئاسية·واعتبرت المعارضة التي أعلنت فوزها في الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي جرت نهاية الشهر الماضي سعي الرئيس موغابي "إلى تنظيم دور ثاني مجرد استراتيجية للإنتقام لهزيمته"· وقال نيلسون شميزا المتحدث باسم الحركة من أجل التغيير الديمقراطي، أن الرئيس موغابي قد انهزم في هذه الانتخابات ويريد الانتقام لذلك·وأضاف أنه يجب على المجتمع الدولي أن يقنع الرئيس موغابي بضرورة احترام إرادة الشعب الزيمبابوي من أجل منع تكرار أحداث العنف التي شهدتها البلاد قبل ثماني سنوات إثر فشل الرئيس موغابي في وضع دستور جديد للبلاد· ولم تكتف المعارضة بمطالبة المجتمع الدولي بالتدخل بل ذهبت إلى حد اتهام الرئيس موغابي بالتحضير لما وصفتها بحرب ضد الشعب الزيمبابوي· وقال مرشح المعارضة في الرئاسيات مورغان تسفا نغيري الذي أعلن أمس ولأول مرة فوزه بالانتخابات الرئاسية، أن حزب الرئيس موغابي بصدد التحضير لحرب ضد شعبه كما فعل عام 2000 بعد فشله في وضع دستور جديد للبلاد·وأضاف أنه في حالة اللجوء إلى تنظيم دور ثاني من الانتخابات الرئاسية، فإن العنف سيستعمل كسلاح لإلغاء إرادة الشعب الزيمبابوي· وتفاعلت الأزمة السياسية في زيمبابوي على صفيح ساخن بعد تأخر إعلان النتائج الرسمية للانتخابات الرئاسية والتشريعية التي جرت يوم 29 مارس الماضي· وزادت حدة هذه الأزمة بعد أن سارعت المعارضة للإعلان عن فوزها دون انتظار النتائج الرسمية في مؤشر إلى امكانية حدوث انزلاقات أمنية خطيرة في هذا البلد شبيهة بتلك التي شهدتها كينيا مطلع العام الجاري· ولكن حكومة الرئيس موغابي قالت أن المعارضة تسرعت في اعلانها عن النتائج واتهمتها بالعمل على شحن الأجواء المتوترة أصلا والتحريض على اندلاع أعمال عنف في البلاد· ورغم أن لجنة الانتخابات كشفت عن النتائج البرلمانية نهاية الأسبوع الماضي والتي عادت للمعارضة على حساب الحزب الحاكم، إلاّ أن الجدل بقي قائما في ظل عدم الكشف عن نتائج الانتخابات الرئاسية· ووصفت المعارضة التي تصر على أنها فازت بهذه الانتخابات، التأخير في الكشف عن النتائج مقصود ومحاولة لتكريس الأزمة والهدف منه ربح الوقت وربما امكانية تزوير النتائج بالرغم من أن الرئيس موغابي مدرك أنه قد خسر المعركة الانتخابية ولا داعي لإجراء دور ثاني· ويبدو أن الأزمة الزيمبابوية ستتكرس أكثر بعد تأجيل دراسة الطعون التي رفعتها المعارضة والتي طالبت بنشر نتائج الانتخابات والتي كان من المفترض أن يتم الحسم فيها أمس، ولكن اللجنة الانتخابية أرجأت اتخاذ قرارها النهائي إلى غاية نهار اليوم· ويبقى ترقب المجتمع الدولي للأزمة الزيمبابوية متواصلا، حيث أكد أمس رئيس الوزراء البرياطني غوردن براون، أن مسؤولي وسط اليسار البريطاني قرروا في اجتماع قمتهم ضرورة إرسال ملاحظين دوليين الى زيمبابوي في حال إجراء دور ثاني من الانتخابات· وقال براون إننا نعتبر أنه لا يجب تأخير النتائج الرسمية لهذه الانتخابات ولكننا بالمقابل نؤكد ضرورة حضور مراقبين دوليين في حال إجراء دور ثاني· وكانت بريطانيا من بين الدول الغربية التي دعت الرئيس موغابي أكبر وأقدم الرؤساء في القارة الإفريقية إلى إحترام إرادة شعبه وتسليم السلطة إلى مرشح المعارضة مورغان تسفا نغيري· ويُخشى وسط إستمرار الجدل السياسي في هذا البلد الإفريقي أن تتحول الأزمة السياسية المستفحلة فيه إلى أزمة أمنية وعرقية كما حدث في كينيا مطلع العام الجاري على خلفية إعلان الرئيس كيباكي فوزه في الانتخابات الرئاسية وهو الأمر الذي رفضته المعارضة الكينية مما أدخل البلاد في دوامة عنف راح ضحيتها الآلاف بين قتلى وجرحى·