تعيش العائلات المقيمة بالحي القصديري الكائن بدوار الدكاكنة (الدويرة)، أوضاعا صعبة، في غياب التهيئة الشاملة وانعدام مرافق الحياة العامة، فضلا عن الكهرباء والماء··· بالرغم من المراسلات العديدة التي بعث بها سكان هذا الحي إلى مسؤولي بلدية الدويرة، إلا أن أوضاعهم ما تزال تراوح مكانها، لأن السلطات المحلية لم تتحرك وكأن ما تعيشه هذه العائلات لا يعنيها إطلاقا·· وللوقوف على هذا الواقع، تنقلت "المساء" نزولا عند إصرار إحدى العائلات المقيمة بهذا الحي، لنقل انشغالات هؤلاء المواطنين وبالتالي الوقوف على المظاهر التي تطبع حياتهم·· ولعل أول ما يلفت الانتباه عند مدخل هذا الحي، بيوت من صفيح وجدران من طوب وأزقة ترابية وحلة شتاء منذ سقوط القطرات الأولى لأمطار الخريف··· أما مناخه الرطب فقد أثر سلبا على صحة الأطفال وكبار السن، وهنا لابد من الإشارة الى انتشار العديد من الامراض كالربو والحساسية بأنواعها المختلفة·· بالإضافة الى ذلك، يبقى خطر الحشرات والجرذان يطارد أهل الحي في كل الأحيان في غياب الوقاية والنظافة·· كما يعاني الحي من غياب الإنارة·· وربما كان هذا الغياب من الأسباب الرئيسية التي أرغمت السكان على اللجوء الى ربط بيوتهم عشوائيا بأسلاك كهربائية وبطرق بدائية ليبقى الخطر يهددهم يوميا، وبالمقابل أيضا يواجه أهل حي الدكاكنة القصديري مشكل غياب شبكة الصرف الصحي·· وأمام هذا النقص، كان لابد من التفكير في وسائل بديلة، من ذلك اضطر السكان الى إنجاز حفر عشوائية لاستغلالها في الصرف المنزلي··· أما المرفق الحيوي الوحيد الذي أنجز على مستوى هذا الحي، فيتمثل في دار للشباب تم انجازها مؤخرا، لكن مع الاسف تبقى أبوابه مغلقة في وجه الهواة· وتبقى حالة :سي الربيع" الذي يقيم بهذا الحي منذ أكثر من 35 سنة، أكثر الحالات إثارة و فضولا، بالنظر إلى الكوخ الذي يقيم به والمنجز من طين وزنك ولا يصلح لإقامة إنسان·· سي الربيع الذي تجاوز العقد السادس تحدث إلى "المساء" بمرارة وهو يشرح أزمته·· لقد اتصل بكل الجهات دون أن يجد من يسمع روايته·· ولو أن البلدية أعطته موافقتها لبناء كوخ لكن دون أن ترخص له ذلك كتابيا، أو تمنحه دعما ماديا، قالوا له "ابن وكفى"··· وأمام استحالة معالجة أزمة هذا الحي القصديري، يناشد السكان المقيمون به، السلطات المحلية، ضمهم إلى قائمة الذين سيستفيدون من مشروع القرية الحضرية الجديدة التي سيشرع في إنجازها بحصة من مائة مسكن. *