كان الجمهور الغفير الذي اختار التوجه إلى دار الثقافة ''عبد القادر علولة'' بتلمسان التي تشهد فعاليات الأيام الثقافية لولايات الشلف، عين الدفلى، المديةوالجلفة على موعد مع الجمال والعادات والتقاليد النايلية التي عكستها المعروضات التي قدمها الحرفيون، إلى جانب رقصات السعداوي. وقد شهد جناح ولاية الجلفة حضور شخصيات ثقافية فاعلة على غرار المؤلف المبارك بلحاج الذي حاول عرض التراث المادي وغير المادي للمنطقة، من خلال عرضه لكتاب صُور وخصائل من مجتمع أولاد نايل التي حاول من خلاله تقديم دراسة انتروبولوجية حول الحياة في مسعد ''القلب النابض للمدينة''، إلى جانب الأمثال والحكم السائدة فيها. كما تم بالمناسبة توزيع مطويات شاملة ورائعة على الحضور تطرقت الى التعريف بالولاية وموقعها الجغرافي، أصل التسمية، لمحة عن الفترات التاريخية للمنطقة على غرار الفترة البربرية، الفترة الرومانية، عهد الفتوحات الإسلامية، عهد الأتراك، والمعالم التاريخية بها وكذا أعلام المنطقة ومنهم سيدي نايل، الشيخ عطية مسعودي، الشيخ عبد القادر طاهيري، الشيخ مصطفى حاشي، الشيخ عبد القادر بن إبراهيم، إلى جانب عرض الزوايا والمعالم الإسلامية، على غرار زاوية الشيخ بن عرعار، الزاوية الطاهرية، زاوية بولرباح، الشيخ محمد بن مرزوق، سيدي عطية الجيلالي، الشيخ الصادق ابن الشيخ، الشيخ بولرباح محفوظ، وعبد الرحمان النعاس، إضافة إلى الزاوية الشاذلية التي تعمل مثل أخواتها على تعليم القرآن والسيرة النبوية وإحياء الاحتفالات الدينية مثل المولد النبوي الشريف. وقد اِطَّلع الزوار على أسس صناعة البرنوس بأنواعه المختلفة، أحادية الوبر والمختلط، خلال المعرض الذي قدمه الحرفي الرائد في صناعة البرنوس خيري عبد الحميد، حيث شاهد ولمس الزوار القشابية والبرنوس وسألوا الحرفي عن أسباب غلاء البرنوس الذي يعتبر فخرا جزائريا، ليجيب مؤكدا أن صعوبة جمع وتنقية الوبر وتحضيره، خاصة وأن عملية اختيار الألوان وفصل الشعرات الوبرية لمفردها تستوجب ثلاث أشهر كاملة. كما استطاع الجمهور أن يشاهد تحفا فنية فضية كانت تتزين بها المرأة النايلية وأصبحت الآن في خبر كان، لاتزال تحتفظ بها عائلة شولي، حيث أكد لنا السيد شولي لخضر أن القطع التي تم عرضها من أندر وأفخم القطع التي تحتفظ بها العائلات من الأجداد، مشددا على ضرورة الحفاظ على هذا الإرث الثمين، خاصة وأن المعرض قدم صورة واضحة عن زينة المرأة النايلية التي كانت مرتبطة جدا بالمكانة الاجتماعية.. مبعوثة ''المساء'' إلى تلمسان: أحلام محي الدين