طالب الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز في رسالة عاجلة من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ب''تدخل عاجل'' لإنقاذ أرواح المدنيين الصحراويين من القمع الوحشي الذي يتعرضون له على أيدي قوات الاحتلال المغربية في مدينة الداخلةالمحتلة. ولخص الرئيس الصحراوي في رسالته حيثيات الاعتداء الذي تعرض له سكان مدينة الداخلةالمحتلة على يد مستوطنين مغاربة مدعومين بقوات الأمن المغربية والذي خلف مقتل صحراويين اثنين وإصابة العشرات الآخرين إضافة إلى اعتقال آخرين فيما أشارت وسائل الإعلام المغربية إلى سقوط سبعة قتلى من بينهم شرطيان. وقال إنه وعلى إثر الاعتداء الذي تعرض له مناصر صحراوي على يد جماعة من المستوطنين المغاربة نظمت مجموعة من الصحراويين مظاهرة سلمية احتجاجية في هذه المدينة لكن ''الأمور سرعان ما تطورت إلى هجوم من طرف عدد من المستوطنين بمؤازرة وتواطؤ من قوات الأمن المغربية الحاضرة في المكان ضد صحراويين جاءوا للتضامن مع مواطنهم''. وأكد الأمين العام لجبهة البوليزاريو انه ''رغم سلمية المظاهرة الاحتجاجية فإن سلطات الاحتلال المغربية سارعت إلى انتهاج الأساليب الترهيبية والترويعية وحشدت أعدادا من عناصر شرطتها وجيشها لتدعم بهم مستوطنين مغاربة وفرت لهم الحماية وحرضتهم حتى يقوم الجميع بشن هجوم وحشي جديد على المتظاهرين الصحراويين المسالمين''. وهو ما أدى إلى ''وفاة شاب صحراوي وهو ميشان ولد محمد لمين ولد لحبيب وتعرض عشرات المدنيين الصحراويين الآخرين لإصابات بالغة الخطورة ناهيك عن أعمال التدمير والحرق والتخريب والمداهمة التي طالت منازلهم وممتلكاتهم''. وأكد الرئيس محمد عبد العزيز انه وفي تطور لافت ومقلق جدا رمت سلطات الاحتلال بثقلها على المدينة واضطر وزير الداخلية المغربية الطيب الشرقاوي والمفتش العام للقوات المسلحة المغربية وقائد المنطقة الجنوبية الجنرال عبد العزيز بناني إلى التنقل إلى المدينة وتم استدعاء المزيد من التعزيزات العسكرية والأمنية بما فيها قوات الجيش المنتشرة على الجدار العسكري المغربي لقمع أية مظاهرات احتجاجية قد تتوسع رقعتها إلى المدن الصحراوية المحتلة الأخرى. وقد اعترف وزير الداخلية المغربي ضمنيا بالتمييز الذي تمارسه حكومته بين السكان الأصليين والمستوطنين المغاربة بعدما دعا كل الأطراف إلى التوقف عن ممارسة التمييز ضد من أسماهم بالسكان ''المغاربة'' في اشارة إلى العنصرية التي تتعامل بها السلطات المغربية مع المستوطنين المغربيين والسكان الأصليين من الصحراويين. من جانبه، أشار وزير الخارجية الصحراوي محمد سالم ولد السالك، في نيويورك، إلى موجة القمع ضد سكان مدينة الداخلة وقال ''في هذا الإطار الذي يبدو استتفزازيا للغاية، ''تجرأ وزير الشؤون الخارجية المغربي متجاهلا موقف الاتحاد الإفريقي وبقراءة جريئة للدروس المنبثقة عن الربيع العربي على أن يطلب أمام الجمعية العامة دعم الدول الأعضاء لإرادته في الانضمام إلى مجلس الأمن''. وأضاف أن ''مثل هذا النداء يحمل في حد ذاته دعوة لمنح سياسة العدوان وانتهاك حقوق الإنسان التي ينتهجها المغرب ضد شعبنا مقعدا بمجلس الأمن''. وأكد أن موقف المغرب حول الصحراء الغربية كما عبر عنه الأسبوع الماضي وزير الخارجية المغربي أمام الجمعية العامة للمنظمة الأممالمتحدة يشوه الواقع وكذلك موقف المجتمع الدولي. وقال إن التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية المغربي ''هي تشويه عمدي للواقع ولموقف المجتمع الدولي الذي أكد دوما أن للشعب الصحراوي الحق في تقرير المصير''. ويرى الوزير الصحراوي أن ''ممارسة هذا الحق الثابت بدون عراقيل هي القاعدة القانونية والسياسية الوحيدة التي حددتها الأممالمتحدة لوضع حد للاحتلال المغربي للصحراء الغربية''. وقال إن ''الجمعية العامة ومجلس الأمن رفضا قبول الاقتراح المسمى بالحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب كحل للنزاع لأن هذا الاقتراح يدخل في إطار فرضية غير واقعية ومن المستحيل تحقيقها واعتبار الصحراء الغربية كجزء من المملكة المغربية''. وأشار في هذا السياق إلى أن ''قرارات منظمة الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي وكذلك رأي محكمة العدل الدولية حول الصحراء الغربية لم تتح للمغرب أي إمكانية لإضفاء الشرعية على احتلاله العسكري لبلادنا التي هي اليوم عضو كامل في الاتحاد الإفريقي والتي تبقى سلامتها الترابية وسيادتها واستقلالها محميين من طرف القانون الدولي وكفاح الشعب الصحراوي عبر التاريخ''. من جهة أخرى، دعا المشاركون في الندوة الدولية الخاصة بكفاح المرأة الصحراوية من أجل الحرية أول أمس الثلاثاء، بأبوجا بنيجيريا، إلى تكثيف الدعم المقدم للشعب الصحراوي لتمكينه من ممارسة حقه في تقرير مصيره وفقا للشرعية الدولية.