المطالبة بإعادة العلوم الاجتماعية إلى مكانتها في العالم العربي لم يجب المشاركون في فعاليات الملتقى الدولي:''العالم العربي في غليان: انتفاضات أم ثورات'' بالإجماع على الإشكالية التي طرحت في هذه الفعاليات التي اختتمت أول أمس بالحامة والمنّظمة على هامش الصالون الدولي للكتاب، بل انقسمت أراؤهم إلى من يرى أن الأحداث التي شهدتها بعض الدول العربية ثورة وآخرون يعتبرونها انتفاضة بينما عرّفها البعض الآخر بانتفاضة قد تتحول إلى ثورة في حال تحقيق أهدافها. واعتبر المشاركون أن الإجابة عن إشكالية الملتقى تبقى مفتوحة، حيث رأى البعض أن ما حدث في العالم العربي ثوري من حيث الوسائل وإصلاحي من حيث الغايات، بينما رأى البعض الآخر أن ما جرى هو انتفاضة قادرة على أن تتحول إلى ثورة رذا ما حققت أهدافها. أما الرأي الثالث فقال إنه من السابق لأوانه إعطاء رأي محدد حول الموضوع، بل يجب المزيد من الترقب ومتابعة التغيرات الحاصلة فيه. وحث المشاركون في هذا الملتقى الذي دامت فعالياته، خمسة أيام كاملة بمكتبة الحامة، على أهمية إعادة إعطاء العلوم الاجتماعية مكانتها في الدراسات التي تتم في العالم العربي خاصة في الوقت الراهن حيث تعرف هذه المنطقة تغيرات عميقة. وأضاف المشاركون أن الأدوات التحليلية الحالية لم تتمكن من توّقع وتحليل واقع العالم العربي، مطالبين بضرورة تحديثها وهذا للقيام بدراسة جادة لواقع العالم العربي ومن ثم العالم اجمع، أي انه من اللازم انطلاقا من دراسات داخلية إيجاد أدوات تحليل مناسبة في إطار تساؤلات كثيرة تهتم بكل المجتمعات البشرية. وأجمع المشاركون أن الحراك العربي لم يكن تلقائيا بل جاء نتاج مسار تراكمي تاريخي ومنسجم، مضيفين أن عمليات المطالبة كانت شعبية وداخلية ومستقلة وغير عنيفة وحديثة أيضا، بالمقابل أكد المحاضرون في الملتقى أن الحركات في البلدان العربية نتيجة عمل شبابي محض، وأضافوا أن النماذج التقليدية وهي التنظيمات الداخلية في مجالات السياسة والاقتصاد والاجتماع (الأحزاب والنقابات والجمعيات وغيرها) والتنظيمات الخارجية(جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي وغيره)، تجاوزها الزمن حقا. واعتبر المشاركون أن وسائل الإعلام والتكنولوجيات الحديثة والشبكات الاجتماعية سهلت من مهمة حركية الشباب، بالمقابل لاحظوا أن مطالب الحركات العربية تختصر بالدرجة الأولى في الحرية والكرامة سواء على المستوى المحلي أو الخارجي، تتبعها مطالب أخرى وهي تحديد مهمة الجيش كمدافع عن الأمة والدستور بالإضافة إلى حفظ وإصلاح الدولة ومؤسساتها، علاوة على جعل التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وسيلة لإعادة التوزيع العادل للثروات وموارد النمو. وخلص المحاضرون أيضا إلى أن الدين لم يكن عاملا محددا في الحراك العربي، وأن مصطلح الدولة الأم قائم على المدى الطويل وله من الأهمية الشيء الكثير، بالمقابل كانت قضية فلسطين تعد جزءا هاما ضمنيا أو بطريقة واضحة ضمن مطالب الحركات-يضيف المشاركون-. للإشارة، شارك في فعاليات الملتقى الدولي الذي انعقد في الفترة الممتدة من 28 سبتمبر إلى 2 اكتوبر، خبراء وأساتذة من الجزائر والدول العربية والغربية، وتم تنظيم الملتقى بالشراكة مع المدرسة الوطنية العليا للعلوم السياسية.