زكراوي مصطفى شاب جزائري ابن مدينة تلمسان، بسيط ونشيط، يعمل نجارا في فندق بومارية بتلمسان، كل من في المكان معجب بصناعته لسفن الزينة متعددة الأشكال والأحجام، يتفانى في عمله ويخفي فنانا يحتاج للدفع والمساعدة لإظهار طاقة إبداعية فعالة في الديكور وتعليم الغير حرفة تحتاج للكثير من الصبر والحرفية، ''المساء'' اِلتقته ونقلت لكم تفاصيل حرفته، طموحاته وأمورا أخرى. وتعد السفن التي يصنعها مصطفى من أجمل مراكب الزينة التي تأخد مكانها في المكتبة أو على طاولة النوم، أو في مكان معين بالصالة، حيث يخيل لك أنك تتفرج على مركب خرافي مهرب من قصص الملوك والأمراء، حيث يحسن الصانع اختيار الألوان، القماش والزينة، وتختلف أحجامها حسب الطلب أو الغرض، فهناك سفن صغيرة تبدأ من مقاس 30 سم إلى60 سم، وأخرى عملاقة تصل إلى 4 أمتار، إلا أنها اجتمعت على حمل طراز الزيانيين. حول هذه الحرفة يقول: ''لقد تعلمت صناعة بواخر الزينة من السيد عبد الرزاق البريشي الذي كنت أمارس معه فن القرقابو في وقت سابق، ثم بدأت عملية صناعة بواخر الزينة والسفن التي أعتبرها من أجمل الحرف على وجه الأرض، فهي تعكس الجمال وتزيد من بهاء البيت، علاوة على اختلاف استعمالاتها، فهناك بعض السفن الصغيرة التي تستعمل كابجورات على طاولات غرفة النوم، وغالبا ما توضع في غرف العرسان الجدد نظرا لجمالها الجذاب، كما أنها تحتاج للعناية. وهناك أنواع من البواخر الكبيرة التي تزين بها المطاعم والفنادق الفخمة والتي يصل طولها إلى 4 أمتار، وهي في قمة الجاذبية، وأنواع أخرى توضع في المكتبات للزينة ونحمل بدورها تحف أخرى على ظهرها. وعن كيفية تصنيع مركب الزينة والمواد المستعملة، قال محدثنا: ''أحتاج لخشب عادي ومجموعة من الألواح التي تصنع منها الأضلاع، القماش وخاصة منه النوع الخاص بصناعة الشورة، وغالبا ما يكون الأفخم هو الأحسن لأنه يمثل الأشرعة، وهي أكبر ما يشكل السفينة من الجهة الفوقية، وقطعة جلد حسب حجم السفينة المراد تصنيعها، وغالبا ما استعمل جلد المجبود وهو مطرز وجميل، خيط الفتلة الذهبي أو الفضي، النجارة، الكارتون، المسامير، الدبابيس والغراء، التركيبة وهي خيط خاص لجهاز العروس أضعه مكان الشبكة، الأكياس الورقية والغراء ونبات الدوم''. وحول المدة الزمنية التي يحتاجها لتحضير السفينة، قال محدثتنا: ''إذا كانت من الحجم الصغير، فإني أحتاج ليومين، فهذه الحرفة تحتاج للكثير من الصبر والتفاني في العمل، ففي النهاية، أنا أحضر عملا إبداعيا لابد أن ينال إعجاب الآخرين، أما إذا كانت من الحجم الكبير، فإنها تأخد أكثر من شهر، وأخرى تحتاج لستة أشهر كاملة''. ويرى ابن بومارية -إسم مدينة تلمسان قديما- أن هذه الحرفة الرائعة تحتاج للدفع، وأنه لا يملك الإمكانيات المادية التي تسمح له بصناعة سفن مختلفة، خاصة أنه يلقى الكثير من الطلبات من طرف الأجانب الذين يودون حملها معهم إلى بلدانهم كتذكار مميز من المنطقة، ويتمنى أن يلقى المساعدات حتى يتسنى له أيضا تعليم الشباب، هذه الحرفة التي تعتبر من أجمل الحرف الإبداعية''.