جددت أحزاب التحالف الرئاسي موقفها الثابت بخصوص مطالبة فرنسا الاستعمارية بالاعتراف والاعتذار للجزائريين عن جرائمها البشعة المرتكبة إبان الثورة التحريرية في حق الشعب الأعزل.واعتبر التحالف الرئاسي، أمس، ما ارتكبته فرنسا جريمة ضد الإنسانية وأن عليها أن تعترف بجريمة الدولة التي ارتكبت في حق المئات من المهاجرين، منددا في ذات الوقت بتمجيدها للاستعمار وتكريم الحركى ومن ارتكبوا جرائم ضد الجزائريين إبان الفترة الاستعمارية البغيضة. ومن بين هذه الجرائم مجزرة ال17 من أكتوبر 1961 التي قال بشأنها الأمين العام لحزب جبهة التحرير السيد عبد العزيز بلخادم إن نهر السين لايزال شاهدا على الأجساد التي ابتلعها في ذلك اليوم وأخرى اخترقها الرصاص بأوامر فوقية، كما لا يزال تصريح وزير الداخلية الفرنسي آنذاك المنكر للجريمة مباشرة بعد وقوعها في الأذهان. وأضاف السيد بلخادم في كلمته بأن حزب جبهة التحرير الوطني الذي يواصل التزامه التاريخي ''يتحمل مسؤولية استمرار رسالة نوفمبر والشهداء ويتبنى جيلا بعد جيل المبادئ الخالدة لأول نوفمبر مع التمسك بالحق الشرعي للتصدي لكل المحاولات التي تدفع باتجاه إثارة بلبلة تبعد الأنظار عما تقوم به فرنسا الرسمية اليوم''. وأضاف بلخادم خلال إشرافه، أمس، بدار الشعب بالعاصمة، على انعقاد أشغال ندوة نظمت بمناسبة اليوم الوطني للهجرة تحت شعار ''أحداث 17 أكتوبر 1961 جريمة دولة'' أنه مع اقتراب الذكرى ال50 للاستقلال بادرت فرنسا للاستعداد لذلك وحشدت إمكانيات ضخمة لتشويه التاريخ والمساس بالثورة وبأبطالها لزرع الشك وتشويه الحقائق في ديار الهجرة وداخل الوطن، وهي محاولات يقول عنها بلخادم إنها تتم بتكريم الحركى وتمجيد الاستعمار، فضلا عن تصريحات بعض الفرنسيين الهادفة جميعها إلى الهروب من حقائق التاريخ. وطالب بلخادم مرة أخرى فرنسا بالاعتراف بكل ما أصاب الشعب الجزائري من ويلات ما تزال آثارها حتى اليوم، مؤكدا أن جرائم الدولة الفرنسية الاستعمارية لم تبدأ في 17 أكتوبر بل منذ أن وطأت أقدامها الهمجية أرض الجزائر الطاهرة، مشيرا إلى أن إحياء هذه الذكرى ليس من أجل تكريم الشهداء فحسب بل للتأكيد على التلاحم والروح الوطنية التي وحدتنا على مر العصور. وأضاف بلخادم أن جرائم فرنسا ليست فقط في التقتيل وإنما في التهجير والتجويع وفي استهداف مقومات الشخصية الوطنية وهي لا يمكن حصرها في تاريخ معين. وذكر المتحدث في هذا الشأن بالمحتشدات التي أقامتها فرنسا الاستعمارية للجزائريين، حيث قال إنها وبعض الدول الأوروبية جرمت بحكم القانون كل من ينفي محرقة اليهود إبان الحرب العالمية الثانية غير أنها نسيت تجريم ما ارتكبت في الجزائر من مجازر وجرائم تعتبر بحق جرائم ضد الإنسانية. واستطرد المتحدث يقول إن فرنسا لا يمكن أن تغير تاريخها الملطخ بالدماء ولا يمكنها أن تمحو من جبينها عار الاستعمار في الجزائر وفي غيرها من البلدان التي استعمرتها.