أكد وزير تهيئة الإقليم والبيئة السيد شريف رحماني أول أمس بالجزائر العاصمة، أن عملية جرد وتصنيف المساحات الخضراء التي انطلقت منذ مصادقة البرلمان بغرفتيه سنة 2007 على القانون المتعلق بتسيير المساحات الخضراء والتي باشرتها الوزارة، سمحت بحماية أعداد معتبرة من المساحات الخضراء من خطر تشييد تجمعات سكنية فوقها. وأضاف السيد رحماني أن هذه العملية المتواصلة لحد الآن، أسفرت عن جرد 57 حظيرة و1852 حديقة عامة و31 غابة حضارية و635 صفوف أشجار على المستوى الوطني في انتظار الحصيلة النهائية. وفي إطار المجهودات الرامية للمحافظة على البيئة أكد الوزير أنه تم هذه السنة الشروع في 141 دراسة خاصة بإنشاء حدائق حضارية على مستوى كل ولاية عبر الوطن. وبهدف تحسين الإطار المعيشي لسكان العاصمة وتوفير فضاءات التنزه، أشار السيد رحماني إلى أن عملية تأهيل مفرغة واد السمار لتحويلها إلى حديقة عمومية ومساحة خضراء بلغت مراحل متقدمة على غرار إزالة الغازات الناجمة عن القمامات باستعمال تقنيات دقيقة لتصريفها وتطهير المفرغة من عصارة النفايات. وأضاف الوزير أن من شأن هذا المشروع الذي سيتربع على مساحة 200 هكتار، أن يغير وجه الجزائر العاصمة خاصة وأنه يقع بمحاذاة مطار هواري بومدين الدولي. كما أكد رحماني حرص وزارته على تكثيف عمليات انجاز المساحات الخضراء على مستوى التجمعات السكنية الجديدة خاصة المشيدة حديثا. وبهدف غرس ثقافة حماية البيئة لدى جيل المستقبل أكد ذات المسؤول مواصلة تقديم دروس التربية البيئية عبر جميع المؤسسات التربوية. من جهة أخرى وبخصوص تهيئة أرضية مشروع مدينة المنيعة الجديدة، أكد رحماني أن انطلاق عملية تهيئة وانجاز هذا المشروع سيكون خلال الأشهر المقبلة. وأوضح السيد رحماني في رده على سؤال شفهي لعضو بمجلس الأمة أن انطلاق أشغال هذا المشروع ستتم مباشرة بعد اختيار الوزارة الوصية العروض المناسبة بعد إطلاقها مؤخرا مناقصة بخصوص انجاز ''هذا المشروع الهام''. وأرجع الوزير تأخر انجاز المدينةالجديدة بالمنيعة المندرج في إطار مشروع المدن النموذجية الجديدة إلى أسباب خارجة عن إرادة الوزارة. وأضاف ذات المسؤول أن انجاز مدينة بحجم مشروع المدينةالجديدة المنيعة ليس بالأمر السهل، مشيرا إلى أنه يستدعي متابعة ومساندة جميع القطاعات لتسليم المشروع في أقرب وقت ممكن و في آجاله المحددة. كما كشف السيد رحماني عن الانطلاق قريبا في دراسات خاصة لتهيئة بحيرة المنيعة التي تعد من المعالم السياحية للمدينة والواقعة بمحاذاة المشروع. وأضاف الوزير أن تصور هذا المشروع الذي من شأنه بعث سبل التنمية بالجنوب سيقوم على استغلال كل التكنولوجيات الحديثة فيما يخص التحكم لاسيما في الطاقات المتجددة الشمسية منها و طاقة الرياح من أجل إنتاج الكهرباء والتدفئة. يذكر أن المدينةالجديدة للمنيعة تعتبر امتدادا للمدينة الحالية للمنيعة، التي تبعد 900 كلم عن الجزائر العاصمة وتعد جزءا من الإقليم الإداري لولاية غرداية. وتحتل المدينة التي تقع مثل مدينة بوغزول على الطريق الوطني رقم واحد الذي يدعى الطريق العابر للصحراء موقعا استراتيجيا يمكنها من أداء دور هام في التبادلات شمال-جنوب. وستصبح مركزا مهيكلا لمنطقة جنوب البلاد وقطبا اقتصاديا وثقافيا وسياحيا رفيع المستوى. كما ستساهم المدينة في كبح تمركز السكان على السواحل وتحويل منطقة جنوب البلاد إلى فضاءات أكثر جاذبية. وتجدر الإشارة إلى أن عدد سكان المناطق الحضرية سيتضاعف في أفق سنة 2025 بحيث ستتجاوز نسبة التحضر 80 بالمائة.