قدّمت وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي أمس حصيلة أولية لتظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية'' التي اعتبرتها ''فرصة رائعة مكّنتنا بكلّ صدق من إعطاء نفس جديد للثقافة بولاية تلمسان من حيث النشاطات المحقّقة والمرافق المنجزة''، شاكرة بالمناسبة ''الأيسيسكو'' على منح الجزائر عامة وتلمسان خاصة شرف احتضان هذا الحدث، وذلك باسم الأدباء والمفكرين والفنانين الجزائريين وباسم أحفاد الزيانيين. وأضافت وزيرة الثقافة مخاطبة المجتمعين في ''الهلتون'' بمناسبة احتضان الجزائر للمؤتمر الإسلامي السابع لوزراء الثقافة ''لقد مكّنت هذه التظاهرة منذ انطلاقها والمتواصلة إلى غاية شهر أفريل ,2012 من إنجاز 10 مرافق ثقافية جديدة مما سمح بإنشاء 4 متاحف بالولاية وقصر للثقافة ومكتبة ولائية ومسرح في الهواء الطلق وقصر للمعارض ومركز للمخطوطات وقاعة للسينما ومركز للدراسات الأندلسية وترميم معظم المعالم التاريخية. وأكّدت في هذا الشأن أيضا أنّ تظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية'' مكّنت إلى حدّ اليوم من نشر أكثر من 370 عنوان كتاب وتنظيم 48 أسبوعا ثقافيا وطنيا و22 أسبوعا ثقافيا دوليا وتنظيم 12 ملتقى فكريا دوليا و10 معارض للفنون والتراث و09 مهرجانات دولية و180 جولة فنية عبر مختلف الولايات و29 فيلما في جميع الأصناف و17 إنتاجا مسرحيا وغيرها من الفعاليات الأخرى. واغتنمت فرصة هذا المؤتمر لتشكر كلّ البلدان الأعضاء في المنظمة الذين شرّفوا وشاركوا بأسابيع ثقافية هامة ومتنوعة وغنية وفعاليات فنية شاملة متكاملة وبرهنوا عن التواصل الحقيقي بين البلدان الأعضاء في ''الأيسيسكو''، وأكّدوا أنّ الثقافة قاسم مشترك حقيقي ملموس بيننا، فقد مكّنوا المثقفين والفنانين والمبدعين من ربط جسور التواصل بينهم خاصة الشباب منهم، مما سيعزّز الأمل بضمان مستقبل واعد في العمل الثقافي المشترك، وقالت ''لقد ازدانت وتزينّت وتزوّقت تلمسان طيلة كلّ أيام التظاهرة بألوان وروائح وأنوار كلّ من حملوا لها نماذج من بريقهم الثقافي البهي البهيج ليبرهنوا أنّهم أهل حضارة عظيمة في ماضيها وحتى في حاضرها، فأرض الإسلام لا تزال خصبة ولاّدة تنجب المفكّرين والمثقفين والمبدعين في مختلف مجالات الفكر والثقافة والفنون، وهذا ما يبعث فينينا الأمل ويغرس في نفوسنا الاطمئنان على مستقبلنا، لأنّ الحضارة التي تبدع وتفكر لا تموت''. كما أشادت الوزيرة باسم منظمة الإيسسكو بكلّ البلدان غير الإسلامية التي شاركت بأسابيع ثقافية جميلة ومهمة ومفيدة والتي شاركت لأنّها تتقاسم معنا التراث الإسلامي مثل إسبانيا، إيطاليا، الهند والصين، والأخرى التي شاركت لأنّها تحتوي على جالية مسلمة مثل روسيا، بولندا، ألمانيا، فرنسا، الولاياتالمتحدةالأمريكية والمكسيك وغيرها. وأكّدت تلمسان أنّ هذه الأسابيع الثقافية زيادة على إثرائها لفعاليات تظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية'' فإنّها مكّنتنا من تسويق صورة ساطعة منيرة للإسلام والمسلمين، صورة التسامح والتفتّح والتعايش والحوار بين مختلف الثقافات والحضارات، وقالت ''استطعنا أن نقول للآخر إنّ صدر الثقافة الإسلامية يتّسع لبناتها وأبنائها ويتّسع أيضا لكلّ من يريد أن يشاركها الحوار ويتعايش معها في سلم واحترام، بل تتسع للإنسانية جمعاء . وعرف اليوم الأوّل من أشغال هذا المؤتمر تكريم عدد من الشخصيات التي أثرت تظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية'' حيث كرّم الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة السيدة ليلى بلقايد بجائزة ''الإيسيسكو'' في مجال البحث في اللباس التقليدي لمدينة تلمسان، ومنح السيد عبد الصمد شياني بجائزة ''الإيسيسكو'' في مجال ترميم العمارة الإسلامية بمدينة تلمسان (قصر الزيانيين)، وعادت جائزة ''الإيسيسكو'' في مجال البحث الأنتروبولوجي (شخصية أبو مدين الغوث) للدكتور زعيم خنشلاوي، فيما حصد المرحوم الدكتور عبد العزيز فراح جائزة ''الإيسيسكو'' عن كتاب ''تلمسان..المدينة المحرابس. كما كرّمت من جهتها السيدة خليدة تومي عددا من إطارات المحافظة التنظيمية لتظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية'' من بينهم السيد عبد الحميد بلبليدية المنسق العام للتظاهرة، السيدة نادية شريّط رئيس دائرة التبادل الثقافي الدولي والسيد حكيم ميلود مدير الثقافة لولاية تلمسان، ليعرض بعد ذلك شريط وثائقي عن مدينة تلمسان للمخرج كمال معيوف.