ينتظر أن يشارك متعاملون جزائريون في أربعة معارض متخصصة بمدينة صفاقسالتونسية شهري مارس وماي المقبلين، حيث ستكون فرصة لهم لتبادل التجارب وإقامة علاقات تعاون مع نظرائهم المهنيين التونسيين والأجانب في قطاعات الكهرباء والإلكترونيك والطاقات المتجددة والسيارات وقطع الغيار والفلاحة والصناعة الغذائية. ويأتي تنظيم هذه الصالونات في الوقت الذي تشهد فيه تونس تحولات سياسية واقتصادية هامة توجت مؤخرا بانتخاب الرئيس المؤقت منصف المرزوقي الذي يقوم حاليا بزيارة مغاربية ينتظر أن تشمل الجزائر أيضا والتي اعتبرها (الجزائر) في تصريح له مؤخرا من ليبيا بأنها ''مهمة جدا'' في تحقيق حلم ''الوطن المغربي الكبير''. قائلا في هذا الصدد ''مشروع المغرب العربي يجب الآن أن يعود إلى الحياة، وفيما يخص تونس نحن نعتبر أن جارتنا الشقيقة الجزائر مهمة جدا لنا وكذلك الأمر بالنسبة لجارتنا الشقيقة ليبيا ولا نستطيع أن نتصور مستقبلا بدونهما''. وكانت الجزائر قد باركت خيار الشعب التونسي بإسقاط النظام السابق في 14 جانفي الماضي، من خلال التأكيد للسلطات الجديدة على مواصلة تعزيز سبل التعاون الثنائي وفتح صفحة جديدة على أساس الاحترام المتبادل وتقديم الدعم من أجل أن تتجاوز تونس الظروف الحالية، وكانت المساعدة المالية التي قدمتها الجزائر للحكومة التونسية شهر مارس الماضي والمقدرة ب100 مليون دولار خلال زيارة الوزير الأول التونسي المؤقت باجي قايد السبسي، بمثابة عربون أخوة وصداقة لهذا البلد الجار. وتتضمن المساعدة هبة مالية ب10 ملايين دولار وقرضا ب40 مليونا بنسبة فائدة 1 بالمائة، مع فترة إعفاء لخمس سنوات، ويسدد على 15 سنة، وقرضا آخر ب50 مليونا دون فائدة. وإذ تسعى تونس إلى حشد جهودها لإعادة بناء اقتصادها الذي تضرر بشكل كبير بعد الثورة، فإن التعريف بفرص التعاون التي تتوفر عليها في ظل المعطيات السياسية والاقتصادية الجديدة يشكل تحديا أساسيا بالنسبة لها. وعليه تشكل هذه المعارض أهمية كبيرة للمتعاملين التونسيين من أجل نسج علاقات اقتصادية مع نظرائهم من الدول الأخرى لا سيما دول الجوار كالجزائر التي تعرف وضعا مستقرا على خلاف ليبيا مثلا التي مستها موجة التغيير أو ما يسمى ب''الربيع العربي''. ورغم أن التعاون بين البلدين يعود إلى فترة طويلة والذي كثيرا ما وصف بالمتميز، إلا أنه يستبعد أن يشهد تغيرا في المنحى بعد الأوضاع الداخلية الجديدة في تونس. وأبرز ما يتميز به هذا التعاون هو طغيان البعد الإنساني بوجود الجاليتين في البلدين، حيث كثيرا ما تصدر هذا الموضوع اللقاءات السابقة. وأبرز ما تضمنته الاتفاقات الثنائية هو المذكرات والبرامج التنفيذية في مجال التجارة التعليم العالي، الأشغال العمومية، الضمان الاجتماعي، العمل والعلاقات المهنية، تنقل الأشخاص والاتصال وغيرها. وكان اجتماع الدورة ال6 للجنة التشاور السياسية بين الجزائروتونس قد عقد بحر العام الماضي بالجزائر، حيث أعرب وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي ونظيره التونسي السيد محمد مولدي كافي عن إرادتهما في توسيع علاقات التعاون الجزائري-التونسي أكثر فأكثر. وقد أوضح السيد مدلسي خلال ندوة صحفية عقب الاجتماع أن ''التعاون بين الجزائروتونس يعد إيجابيا في مجالات عديدة مثل الطاقة والتجارة ونحن نعمل على توسيعه إلى مجالات أخرى مثل السياحة، حيث تتمتع تونس بتجربة كبيرة''، كما حيا الجهود التي تبذل من الجانبين من أجل تطوير العلاقات الثنائية ''والتي ستتواصل-كما أكد- بالرغم من الوضع الذي تشهده تونس'' منذ ثورة جانفي من العام الماضي. وكان الوزير التونسي قد حيا الدعم ''المعنوي والمادي الذي قدمته الجزائر إلى تونس غداة ثورة جانفي، معربا عن ارتياحه لنوعية العلاقات الثنائية في كافة المجالات واصفا إياها ب''الممتازة''، معتبرا أن الجزائر تعد على الصعيد الاقتصادي أول شريك لتونس في العالم العربي وإفريقيا وأن المبادلات لم تتوقف عن التطور بالرغم من الصعوبات التي تواجهها تونس.