اعتماد التجربة الإسبانية لإعادة تهيئة النسيج العمراني العتيق تبدي السلطات المحلية على مستوى ولاية سكيكدة اهتماما كبيرا بالتجربة الإسبانية فيما يخص عملية إعادة تهيئة السكنات القديمة المتواجدة داخل النسيج العمراني لمدينة سكيكدة، خصوصا على مستوى الحي الإيطالي العتيق والتي يعود معظمها للفترة الاستعمارية الأولى. وقد قام مختصون من جامعة سكيكدة بإنجاز تحقيق ميداني اجتماعي اقتصادي شمل الأحياء العتيقة لسكيكدة في إطار الدراسة الشاملة الهادفة إلى إعطاء تشريح دقيق لكل الأحياء التي توجد فيها السكنات القديمة من أجل تكفل أنجع بها، وخبراء من إسبانيا يتقدمهم السيد أقزافيي كازانوفا، رئيس جمعية REHABIMED, التي تضم خبراء مختصين في إعادة تهيئة السكنات والعمارات القديمة الموجودة على حوض المتوسط الذي أكد خلال العرض الذي قدمه - مؤخرا - عن إمكانية إعطاء مفهوم حداثي للتجديد الحضري الذي تعتبر مدينة برشلونة الإسبانية نموذجا له يمكن الاقتداء به باعتبارها مدرسة كفيلة بتقديم النهج الأكثر ملاءمة فيما يخص تطبيقه على مدينة سكيكدة حتى وإن كانت عملية إعادة تأهيل المباني القديمة - كما أضاف - تبقى جد معقدة لكنها ليست مستحيلة وتتطلب إجراء فحص عميق على الموقع المراد تهيئته اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا قبل الشروع في أية عملية تدخل والتي تحتاج بدورها إلى عمال مختصين ومؤهلين علميا وتقنيا. من جهته؛ كشف مسؤول مكتب دراسات إسباني متخصص Aquidos عن مجموعة من أدوات القياس المستخدمة لتحديد تشخيص دقيق للمباني القديمة والتقنيات المستعملة في ذلك وهي نفس التقنيات والوسائل التي سيتم اعتمادها من قبل تقنيي مكتب الدراسات الإسباني في إطار مشروع إعادة تأهيل المباني القديمة بمدينة قسنطينة. للتذكير؛ فإن مشروع إعادة تأهيل النسيج العمراني للمدينة القديمة بسكيكدة سيمس أزيد من 2000 بناية تعود إلى الحقبة الاستعمارية موزعة خصوصا ما بين الحي الإيطالي العتيق وحي السويقة.