افتتح، أمس، بقصر الثقافة مفدي زكريا، الأسبوع الثقافي التاريخي للشهيد في طبعته ال12 بحضور تلاميذ مدارس العاصمة وبعض الشخصيات الوطنية، إضافة إلى ممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر. وتميز حفل الافتتاح بتقديم برنامج فني وتربوي هادف اشتركت فقراته في مضمون تخليد ذكرى الشهيد. استهل الحفل بوقفة ترحمية على روح الأستاذ إسماعيل لعور أحد أبرز مؤسسي هذه التظاهرة، تقدمت بعدها السيدة آسيا وهي من أنشط المنظمين لهذا الأسبوع للتذكير بواجب حماية ذكرى الشهيد ''لأننا نخشى أن ننساه في زحمة الأسماء وعواصف الشتاء، كما قالت. للإشارة، فإن التظاهرة من تنظيم جمعية الشهيد بالتنسيق مع مديرية التربية للوسط (العاصمة) وقصر الثقافة، وهي تحت رعاية رئيس الجمهورية. وتحمل تظاهرة هذه السنة شعار ''معا لحماية الذاكرة الوطنية''. في كلمته الترحيبية أشار السيد محمد عباد رئيس جمعية ''مشعل الشهيد'' أن هذه التظاهرة كانت منذ 12 سنة مجرد حلم لكنها تجسدت مع السنين لتصبح موعدا قارا مع ذكرى الشهيد وهذا -كما قال- بفضل تكاثف الجهود خاصة من جانب قطاع التربية الذي يحرص على إشراك التلاميذ في هذه التظاهرة الوطنية في توطين الذاكرة في وجدان الأجيال. وأشار السيد عباد إلى أهم اللقاءات التي ستنظم خلال هذا الأسبوع التاريخي ابتداء من السبت القادم 11 فيفري بمقر المجاهد، حيث سيتم تخليد ذكرى ''فرنا رافيتون'' الذي نفذ فيه حكم الإعدام في 11 فيفري 1957 لمساندته الثورة التحريرية وتعد الوقفة عرفانا لكل الأجانب الذين ضحوا لأجل الجزائر. التظاهرة ستخلد ذكرى علي سوايعي بخنشلة، ثم تعود إلى العاصمة بملتقى للمثقفين والفنانين، لفتح ملف الاستعدادات لإحياء الذكرى ال50 للاستقلال وبعد سلسلة ندوات تاريخية ستختتم التظاهرة يوم 23 فيفري بنادي المجاهدي ببور سعيد. من جهتها، ثمنت المجاهدة زهرة ظريف المناسبة وراحت تخاطب الشباب الحاضر وتحثهم، على النجاح لضمان مستقبلهم الذي هو مستقبل الجزائر وفي نفس الوقت دعتهم إلى حماية ذاكرة تاريخهم ليس فقط المتعلقة بتاريخ الثورة بل تاريخ الجزائر ككل منذ فجر التاريخ. وتوالت العروض الفنية الممتعة، حيث كانت البداية مع المجموعة الصوتية لمدرسة سي الحواس ببوزريعة ثم قدم تلاميذ متوسطة مكي من سيدي امحمد تركيبة شعرية موسيقية ثورية. وقرأت الطفلة ياسمين أشعارا عن الجزائر مطلعهما ''جزائر يا من سكبت الجمال في روحي''. أما أحد الشباب فقد أدى رائعة ''يا ثورة الأحرار'' بتميز كبير. الحفل اختتم بعروض الفرقة النحاسية لمدرسة إلياس دريش من المدنية وعلى وقع الموسيقى العسكرية، أدت أجمل روائع الأغاني الثورية التي صفق لها الجمهور طويلا.