رحبت الطبقة السياسية بخطاب رئيس الجمهورية الذي ألقاه بمناسبة الاحتفال بذكرى تأميم المحروقات وتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين، أول أمس، ووصفت أغلبية الأحزاب ذلك بالإرادة القوية التي تؤكد العزم على إنجاح الانتخابات التشريعية المقبلة لاختيار برلمان قوي يجسد سياسة الإصلاحات ويفتح الأبواب أمام الكفاءات من شباب ونساء لتحقيق التنمية المرجوة. كما أكدت هذه الأحزاب أن دعوة المواطنين للإقبال على صناديق الاقتراع ضرورة لقطع الطريق أمام محاولات التزوير، آملة أن تتجسد هذه الإصلاحات لكسب ثقة الشعب وإسكات الأبواق الأجنبية وكل من يحاول المساس بنزاهة البلاد ويسعى لتشويه صورتها. اعتبر السيد ميلود شرفي الناطق الرسمي لحزب التجمع الوطني الديمقراطي الخطاب الذي ألقاه رئيس الجمهورية بالتاريخي لما احتواه من مضامين ''قيمة وقوية''. مشيرا إلى أن تأكيد الرئيس على أن أهمية استحقاق 10 ماي المقبل لا تقل أهمية عن أول نوفمبر 1954 دليل على أن الجزائر التي باشرت إصلاحات مهمة وعميقة مقبلة على مرحلة جد مهمة. وقال التجمع إن الدعوة التي وجهها رئيس الجمهورية إلى الأحزاب السياسية من أجل التنافس بالبرامج وتقديم مرشحين أكفاء وإدماج العنصر النسوي والشباب في قوائمها دليل على رهان الدولة الكبير على برلمان قوي وتعددي يمثل كل فئات المجتمع ويعكس المستوى الديمقراطي التعددي الذي وصلت إليه البلاد. كم أشادت جبهة الجزائرالجديدة بالتزام رئيس الجمهورية بالسهر على تنظيم اقتراع نزيه وشفاف لأن الجزائر حقا في مفترق طرق هام، حيث سيؤثر كل قرار أو خيار سياسي على مستقبل البلاد وأبنائنا. واعتبر الحزب هذه الخيارات بالوجيهة والكفيلة بجعل الاقتراع المقبل في منأى عن أي تصرف حزبي. وفي نفس السياق، دعا الأمين العام لحركة النهضة فاتح ربيعي إلى المشاركة بقوة في الانتخابات التشريعية القادمة كما دعا إليه رئيس الجمهورية، واصفا هذه المشاركة بالواجب الوطني على كل فرد. كما شدد الأمين العام لحركة النهضة على ضرورة استغلال فرصة الانتخابات التشريعية القادمة لإحداث التغيير السلمي. أما رئيس حركة مجتمع السلم السيد أبوجرة سلطاني فثمن خطاب الرئيس الذي دعا الشعب الجزائري للإقبال على صناديق الاقتراع، وطلب من الشباب الانخراط في الحياة السياسية، مشيرا إلى أن الجزائر تحتاج إلى أبنائها بمختلف ألوانهم لبنائها. داعيا إلى تجديد الواقع الجزائري بوجوه شبانية تشع حيوية ونشاطا لخدمة الجزائر. ومن جهته، أكد السيد عكوشي حملاوي رئيس حركة الإصلاح الوطني أنه تضمن العديد من النقاط الإيجابية التي تضفي الشفافية على الحياة السياسية وتضمن انتخابات نزيهة ترجع الثقة للشعب. وهو السياق الذي عبر من خلاله السيد عكوشي عن رغبته في أن تتجسد هذه الإرادة في ارض الواقع لإنجاح الاستحقاقات القادمة. أما السيد حمانه بوشرمه المنسق العام لحزب الشباب فرحب بهذا الخطاب الذي اعتبره ردا على الرسالة التي وجهها حزبه لرئيس الجمهورية عند عقد ندوته الصحفية في الأيام الماضية، والتي طالب من خلالها الرئيس بفتح الأبواب للشباب الحامل للكفاءات وتمكينه من الوصول إلى مناصب صنع القرار. علما أن الرئيس وخلال خطابه دعا الشباب إلى الانخراط في الحياة السياسية، حيث اعتبر رئيس الجمهورية الشباب الجزائري من أكثر الشرائح في المجتمع المدعوة إلى الانخراط في الحياة السياسية ليتمكن من تحقيق طموحاته نحو غد أفضل باعتباره من أعز الذخائر التي تعول عليها البلاد. وفي هذا الإطار، فإن رئيس الجمهورية لم يتوان في التوجه إلى الشباب الجزائري مباشرة باعتباره قادرا على رفع التحديات التي تواجهها البلاد. وأضاف أن الشباب الجزائري له ما يكفي من المنارات التي تنير له الدرب وتحفزه على مواصلة درب الآباء والأجداد لتحقيق تطلعات الشعب الجزائري نحو الرقي والتطور وهو قادر على رفع التحدي كما فعل أسلافه عبر التاريخ. كما اعتبر المتحدث أن هذه الدعوة ستزيد من تحفيز الشباب للإقبال بكثافة على صناديق الاقتراع لتجسيد قناعته وما يطمح إليه. علما أن الرئيس اعتبر التوافد المكثف للشباب على مكاتب الانتخابات للإدلاء بأصواتهم لأول مرة يعد فرصة مواتية ليبرهنوا بأنهم جيل أكثر وعيا وتقدما والتزاما. كما أضاف الرئيس بأن البلاد تعول على هذا الشباب لبناء مستقبلها خاصة وأن الانتخابات القادمة جعلتها تحت أنظار جميع دول العالم، وهذا وحده كفيل بدفعه إلى التعبير عن التزامه الدائم في أداء واجبها الوطني.