حنجرة قوية لفنان موهوب شق طريقه بنجاح في أغنية المالوف التي أضفى عليها لمسات عصرية منحتها التألق والحيوية؛ فأبدع في إعادته لأغنية صالح باي و''فراق غزالي''، وتفنن في الأغنية المحببة ''سارة''، الموهبة جعلته عازفا متمكنا من كل الآلات، لكن جشع المنتجين - على حد قوله - بات عائقا بالنسبة إليه.عن المشاكل التي عرقلت طريقه وعن المشاريع المؤجلة وعن حفلاته حدثنا المطرب بن زينة من خلال هذا الحوار الذي أجريناه معه في بيته. - منذ 2009 لم تسجل أي ألبوم؛ فما سبب هذا الغياب؟ * السبب يعود قطعا لتكلفة الألبوم التي ليست في متناول يدي؛ فالعين بصيرة واليد قصيرة، كما يقال، وكذا جشع المنتجين الذين لا يقنعون أبدا مهما كسبوا؛ فهذا ما يعرقلنا حقا ويحد من إنتاجنا؛ فالمشاريع كثيرة لكن تجسيدها حاليا وفي غياب الدعم صعب وصعب جدا. - هل هذا يعني غياب الجديد؟ * أكيد أن هناك جديدا؛ فرغم كل العراقيل هناك جديد منه أغنية ''راني نترجى الحبيب'' من تلحيني وأغنية ''أنت قداش مسرارة''. - هل شاركت بهذه الأغاني في تلمسان بمناسبة التظاهرة المقامة هناك؟ وإذا كان الجواب بنعم فكيف كان التجاوب معها؟ * بالفعل؛ أديت هذه الأغاني وغيرها وكان التجاوب أكثر من رائع غير أن الأغنية الأكثر شعبية هي أغنية ''سارة'' فما كدت أصعد إلى المنصة حتى سمعت الهتاف ''... سارة... سارة..'' وطبعا ما كان علي إلا أن ألبي الطلب فطلبات الجمهور بالنسبة للفنان أوامر ونحن لأجله نعمل ونضحي... - المطرب بن زينة هو أول من غنى ''راحت حلاوة زمان''، لكنها أصبحت مقترنة بالشاب خالد لكونه أداها وصورها؛ فكيف حدث أن صار هو صاحب هذه الأغنية الناجحة بدلا عنك؟ * أول من غناها هو أنا وهي من كلمات محمد عنقر، أما ما حدث هو أنه حين سافرت مع محمد إلى وهران لإضافة الإيقاع بإستيديو ''علامة''، طلب خالد الأغنية وبالفعل أخذها وغناها ونجحت، لكن أنا أول من غناها وهي حقيقة لم يصرح بها أبدا. - الجزائر غنية بطبوعها وتنوع تراثها؛ فما هو الطابع الذي تريد مفاجأة الجمهور به يوما؟ * الأغنية القبائلية.. أريد تأديتها وهذا ليس غريبا لأني أصلا من منطقة القبائل، وأنا عموما جزائري ويحق لي النهل من كل الطبوع. - لماذا قلّت طلّتك على الشاشة؟ * غياب السهرات الفنية كمسك الليل وغيرها غيبنا؛ فما أحوج الفنانين الجزائريين لمثل هذه البرامج الناجحة ليبقوا في الواجهة، إذ أن الفن لن ينتعش إلا بالتشجيع ومثل هذه الحصص كانت دعما لنا ودافعا قويا لاستمرار عطائنا.. - ونحن نقترب من الثامن مارس، هل من حفل مبرمج للمرأة بهذه المناسبة؟ * كان من المفروض إحياء وصلة بالمناسبة رفقة الفرقة السيمفونية لكن على ما يبدو ألغيت لأسباب نجهلها.. - سبق لك التعامل مع الفرقة السيمفونية؛ فما تقييمك لها؟ * صراحة.. إن العمل مع الفرقة السيمفونية لفخر كبير بالنسبة لأي فنان، لأنك معها تحس بقيمتك، نظام انضباط واحترام وبالمناسبة أحيي السيد بوعزارة على المجهودات الكبيرة التي يبذلها لأجل الفن والفنانين ولأجل الجزائر إجمالا. - هل من كلمة أخيرة؟ * كل ما أتمناه هو أن يذوب الجليد الذي يحف قلوب البشر وأن يتغلب الحب على الكراهية وعلى الحقد والأنانية؛ فليس هناك ما هو أجمل من أن نكون يدا واحدة متعاونة على الخير نابذة للشر وشكرا على هذه الالتفاتة الطيبة.