أجمعت الأحزاب السياسية على أهمية مشاركة الشباب في الانتخابات التشريعية المقبلة، داعية إلى التحسيس بضرورة التوجه إلى صناديق الاقتراع لإحداث ''التغيير'' الذي لا يمكن أن يكون إلا عن طريق فعل سياسي سلمي وهو الانتخاب، وترى هذه الأحزاب أن التشريعيات المقبلة تعد لحظة سياسية فاصلة لإحداث التغيير الذي يجب أن يكون بمشاركة قوية للناخبين لإسكات أفواه أعداء الجزائر الذين ''يريدون أن يكون هناك عزوف عن هذا الموعد ليفرقوا بين أبناء الوطن''. راحت كل الأحزاب السياسية خلال الأسبوع الماضي تدعو الشباب للتشبع بالمواطنة وتحسيسه بأهمية أداء واجبه الانتخابي، كونه يمثل 70 بالمائة من فئات المجتمع التي يمكنها أن تكون حجر الزاوية في إنجاح التشريعيات المقبلة التي ستنظم في العاشر ماي القادم. وإذا كان رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في الخطاب الذي ألقاه يوم 24 فيفري الماضي بوهران قد دعا الشباب إلى الانخراط في الحياة السياسية والمشاركة فيها لتولي مناصب عليا في الدولة، فإن أغلب الأحزاب السياسية استثمرت هذا الخطاب خلال نشاطاتها طيلة الأسبوع الماضي، ودخلت في حملة انتخابية مسبقة حيث استغلت الندوات التي التقت فيها مناضليها وكذا مؤتمراتها التأسيسية بالنسبة للأحزاب الجديدة وقيد التأسيس للتحسيس بأهمية هذه المشاركة. فالتجمع الوطني الديمقراطي ركز في خرجات ناطقه الرسمي السيد ميلود شرفي طيلة الأسبوع على مطالبة الشباب وحثهم على أداء واجبهم الانتخابي، موضحا أن الجزائر تريد أن يتمتع أبناؤها بالحس الوطني والمشاركة في بناء وطنهم بقول كلمتهم بكل ديمقراطية في اختيار من يريدون أن يمثلوهم وإبعاد من لا يريدونهم عن طريق الانتخابات. لأن الجزائر لا تستورد الإصلاحات من الخارج وترفض كل الفتاوى الخارجية لأنها قادرة على التقدم بمعارف وكفاءات أبنائها. كما أكد الحزب أنه يراهن على المرأة والشباب أيضا في قوائمه الانتخابية لأن ذلك يعكس الرهان على تأسيس برلمان تعددي وقوي بإعطاء الفرصة للشباب من نخبة الوطن وحاملي الشهادات. وهو نفس الطرح الذي ذهب إليه السيد عبد الله جاب الله رئيس جبهة العدالة والتنمية الذي ألح خلال التجمعات والندوات التي عقدها بعدة مناطق من الوطن على أن الشباب مدعو للمشاركة في الانتخابات من أجل التغيير عن طريق الفعل السياسي السلمي الانتخابي لتحقيق حياة أفضل وفقا لطموحاته وانشغالاته، حيث اعتبر التشريعيات القادمة موعدا فاصلا لا يجب تفويته لإحداث القطيعة مع السياسات الفاشلة. وان كان تدني الممارسة السياسية سببا رئيسيا في فتح المجال أمام ظاهرة العزوف عن الانتخابات في الآونة الأخيرة خاصة لدى فئة الشباب فإن حزب الحرية والعدالة وعلى لسان رئيسه السيد محمد السعيد حذر الشباب من الوقوع في هذا الخطأ الذي يضر به وبمصلحة البلاد ومستقبلها، موضحا أن العزوف والامتناع عن التصويت لا يغير الأمور أبدا بل يوجهها نحو الأسوأ أكثر فأكثر. وانصبت جل تدخلات رؤساء ومسؤولي التشكيلات السياسية على أهمية تجنيد كل الشعب الجزائري لأداء واجبه الانتخابي لقطع الطريق أمام محاولات المساس باستقرار الجزائر وإسكات الأفواه الأجنبية التي تنتظر أن يعرف هذا الموعد عزوفا على أحر من الجمر للاستثمار في افتعال أزمة. كما حذرت الأحزاب من هذه الظاهرة التي قد تستغلها بعض الجهات في التزوير لأن العزوف والامتناع عن التصويت قد يسهل من التلاعب بالأسماء الموجودة في قوائم الهيئة الناخبة وتضخيم الصناديق، ولمصلحة الجميع دعت الأحزاب الجميع لتسجيل حضورهم والانتخاب على من يريدونه حسب قناعاتهم حتى لا تترك الفرصة للتزوير أو لمن ينتظر هذه الظاهرة لاستغلالها في زرع الفتن والأزمات لتحقيق مصالحه الخاصة كما ذهب إلى ذلك حزب العمال. وتميزت الساحة السياسية كذلك بإعلان حزب جبهة القوى الاشتراكية مشاركته في التشريعيات بعد مقاطعة دامت أكثر من 10 سنوات. ورغم الاختلافات والتوجهات السياسية والمنافسة القوية فإن كل الأحزاب السياسية القديمة والجديدة التي عقدت مؤتمراتها التأسيسية هذه الأيام شددت على ضرورة المشاركة في الانتخابات بقوة لتفويت الفرصة على من لا يسرهم رؤية الجزائر موحدة، مؤكدين على أهمية هذا الموعد الذي وصفوه بالفاصل والحساس في تاريخ البلاد.