اختير موضوع المقاولة النسائية كمحور رئيسي للصالون الدولي للمرأة - حواء الذي افتتحت، أمس، بقصر المعارض في الصنوبر البحري طبعته الثامنة بمشاركة 103 عارضين من الجزائر والخارج. وتم تدشين هذا الموعد النسوي السنوي الذي يتزامن والاحتفالات بيوم المرأة العالمي من طرف الوزيرة المنتدبة المكلفة بالأسرة وقضايا المرأة السيدة نوارة سعدية جعفر والمدير العام لمركز التجارة العالمي-مكتب الجزائر- المنظم للصالون السيد تيباوي. واعتبرت السيدة جعفر أن المقاولة النسائية عرفت تطورا وتحسنا في السنوات الاخيرة، وهو ما أخرجها من مفهوم الظاهرة الجديدة في مجتمعنا، لتصبح واقعا يفرض نفسه في عدة قطاعات، وليس فقط في المجالات النسوية. مع ذلك قالت إن واقع الحال يشير إلى وجود نقص يجب تداركه في مجال مشاركة المرأة الاقتصادية، وهو ما تعبر عنه نسبة النساء في سوق العمل التي لاتتجاوز 3,15 بالمائة من جهة وكذا نسبة البطالة لدى النساء التي تصل إلى 18 بالمائة من جهة أخرى، بينما تقدر ب8 بالمائة لدى الرجال، لكنها لم تنس الإشارة إلى أن بعض القطاعات كالتعليم والصحة والقضاء طغى عليها التواجد النسوي. وبالأرقام تحدثت عن 5,1 مليون منصب عمل يشغله النساء منها 42 بالمائة في الصحة والقضاء، و22 بالمائة في مجال الخدمات، و19 بالمائة في الصناعات التقليدية و15 بالمائة في الصناعات المختلفة، و6 بالمائة في نقل البضائع والفلاحة و3 بالمائة في الصيانة و5 بالمائة في الموارد المائية. وبالنسبة للوزيرة، فإن ماشهدته السنوات الأخيرة من تطور في روح المقاولاتية لدى النساء مبشّر بالخير، رغم الصعوبات التي كثيرا ما اشتكت منها النساء والمتعلقة بالحصول على القروض وأسواق لبيع المنتوجات وكذا القدرة على ترويجها...الخ، واستشهدت بكون المؤسسات التي تؤسسها النساء لها القدرة على الصمود أكثر بالنظر إلى الإرادة الكبيرة التي تمتلكها المرأة في مواجهة الصعاب. وعن صالون حواء الذي أشرفت على افتتاحه، عبرت عن ابتهاجها لوجود الكثير من المؤسسات اللواتي يعرضن منتجات جزائرية مائة بالمائة، ومنها مؤسسات تشرف عليها نساء. وقالت إن الصالون فرصة للتعريف بهن وبمنتجاتهن وكذا تبادل الخبرات والمشاركة في الاقتصاد الوطني وتنميته. ونبهت إلى كون مثل هذه المؤسسات تسمح بخلق مناصب عمل. كما أشارت إلى الاهتمام المتنامي بالمنتجات الخاصة بالفئة النسوية خاصة تلك التي تستجيب لحاجيات الأسرة عموما. وقدمت الوزيرة هذه التوضيحات في ندوة نظمت عقب زيارتها لأجنحة الصالون، وخصت المقاولة النسائية، وعرفت تدخل السيدة راشدي إحدى المقاولات من غرب البلاد التي تحدثت عن تجربتها التي تمتد منذ 1993 في مجال المقاولة، مشيرة إلى أهم العوائق التي واجهتها عند قرارها فتح معهد للتكوين في التسيير، وعلى رأسها انعدام أجهزة التشغيل حينها، والتي قالت إن ما تقدمه اليوم من تسهيلات للمستثمرين لا يمكن أن نجدها في أي بلد آخر. للإشارة تنظم الطبعة الثامنة من صالون ''حواء'' هذه السنة في الفترة الممتدة بين الخامس والعاشر مارس القادم على مساحة تقدر ب3000 متر مربع ويتوقع استقبال أكثر من 100 ألف زائر. ولوحظ التجديد والتغيير في طريق العرض وكذا في نوعية العارضين، وهو ما جعل الكثيرين يعتبرون أن هذه الطبعة أحسن من سابقتها. وكان المنظمون قد راهنوا منذ الاعلان عن تنظيم الصالون، على إحداث تغييرات وإضفاء جو جديد على هذا الحدث السنوي.