دعت روسيا، أمس، الحكومة السورية والمعارضة على السواء إلى وضع حد لأعمال العنف المستفحلة في البلاد والتي أدت إلى سقوط أزيد من 8 آلاف قتيل في ظرف عام. وفي موقف روسي حمل نبرة غير مألوفة؛ أكدت وزارة الخارجية الروسية في بيان أصدرته إثر لقاء جديد مع السفير السوري في موسكو أنه ''من الضروري وضع حد سريع لكل أعمال العنف مهما كان مصدرها''. كما أشار ميخائيل بوغدنوف، نائب وزير الخارجية الروسي، خلال هذا اللقاء إلى الحاجة الملحة لاحتواء المشاكل الإنسانية الخطيرة الناجمة عن استفحال موجة العنف في سوريا. وعبر المسؤول الروسي والسفير السوري عن دعمهما لمهمة كوفي عنان الموفد المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية الذي يشرع ابتداء من بعد غد في زيارة إلى دمشق ضمن مهمة صعبة لوقف حمام الدم المراق في سوريا. وكان نبيل العربي قد أعلن أن عنان أبلغه بموافقة السلطات السورية استقباله وأيضا استقبال مفوضة الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس، التي سبق وأن رفضت استقبالها. وكانت الجامعة العربية قد عينت ناصر القدوة، وزير الخارجية الفلسطيني الأسبق وعضو اللجنة المركزية لحركة ''فتح''، نائبا للأمين العام الأممي الأسبق، وقال نبيل العربي إن القدوة تم اختياره لهذه المهمة بصورة مشتركة بينه وبين الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والتشاور مع كوفي عنان.وتسعى كل من الجامعة العربية والأممالمتحدةوروسيا إلى التوصل إلى أرضية توافقية بشأن سبل تسوية الأزمة السورية التي تكاد تنهي عامها الأول وسط عجز المجموعة الدولية عن إيجاد مخرج لها بسبب استمرار تضارب المواقف حول كيفية معالجتها. وحتى الصين التي وقفت إلى جانب النظام السوري في مجلس الأمن الدولي كثفت هي الأخرى من مساعيها على أمل حمل الفرقاء السوريين على احتواء وضع لم يعد يطاق في ظل استمرار مزيد من التقتيل اليومي. وأرسلت بكين، أمس، الدبلوماسي لي هيوكسين موفدا عنها إلى دمشق لطرح مبادرة تهدف إلى احتواء أزمة هذا البلد وقال إن بلاده ''تبذل مزيدا من الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية''. وأجرى الموفد الصيني محادثات مع نائب وزير الخارجية السوري أحمد أرنوس تناولت الرؤية الصينية حول الانتفاضة المناهضة للنظام الحاكم. وكان وزير الخارجية الصيني قد كشف النقاب الأحد الماضي عن مبادرة صينية من ست نقاط، أهمها الوقف الفوري لأعمال العنف وفتح حوار بين النظام والمعارضة. كما ترفض المبادرة أي تدخل خارجي أو عمل خارجي من أجل تغيير النظام وتدعم دور مجلس الأمن الدولي في ''الامتثال الصارم لأهدافه واحترام ميثاق الأممالمتحدة والقواعد الأساسية التي تحترم العلاقات الدولية''. ومن المقرر أن يلتقي الموفد الصيني بممثلين عن المعارضة السورية في الداخل وفي مقدمتها اللجنة الوطنية للتغيير الديمقراطي بقيادة حسان عبد العظيم والتيار من أجل إنشاء الأمة الذي يترأسه لويا حسين، إضافة إلى الجبهة الشعبية من أجل التغيير والحرية بقيادة قدير جميل. وبالتزامن مع ذلك؛ انطلقت، أمس بالقاهرة، أشغال اجتماع المندوبين الدائمين للدول العربية لتحضير مشروع جدول أعمال الدورة العادية لمجلس وزراء الخارجية العرب التي ستنطلق بعد غد السبت. وقال مندوب الكويت لدى الجامعة جمال غنيم، الذي يرأس الاجتماع خلفا للمندوب القطري، إن وزراء الخارجية العرب سيناقشون المواضيع التي تستقطب الاهتمام وعلى رأسها الوضع في سوريا والاستعداد للتحضير للقمة العربية المقررة بالعراق يوم 29 مارس الجاري، إضافة إلى الوضع العربي الراهن والتحديات التي تواجه الأمة العربية.