يؤكد محمد زرواطي رئيس شباب الساورة، في هذا الحوارالذي اجرته معه ''المساء''، على أحقية صعود فريقه إلى حظيرة الكبار، واعدا باستمراره هو والشباب على نفس الدرب، وبإعداد فريق يضاهي الرهان الجديد، مطمئنا بأن يجعل من مدينة بشار قبلة لكل محبي كرة القدم الجزائرية الحقيقيين... - : أولا، مبروك عليكم صعود فريقكم التاريخي إلى الرابطة الاحترافية الأولى، حتى قبل مقابلتكم هذه ضد الجمعية الوهرانية، ما هو تعليقكم وشعوركم؟ * ما ذا أقول سوى أننا مسرورون جدا بهذا الإنجاز التاريخي، الذي لا تنفرد به مدينة بشار لوحدها فقط، بل وكل الجزائر من تندوف إلى الجزائر العاصمة، وأهديه إلى روح زميلي الذي بدأ معي مسيرة تأسيس وبناء هذا الفريق منذ القسم الجهوي، المرحوم محمد بن دادة، الذي توفي هذه السنة، كما أهديه إلى كل أنصار ومواطني بشار. - صراحة هل كنتم تتوقعون تحقيق هذا الصعود التاريخي؟ * نعم، لأنني ومنذ سنة 2008 وأنا أؤمن بالصعود، وأي عمل أؤديه في فريقي يوفقني فيه الله عز وجل، أحمده وأشكره كثيرا على ذلك، وليس عند ي مشكل. - ومتى أو في أي منعرج أحسستم بأن فريقكم صاعد لا محالة؟ * صراحة، في المقابلة التطبيقية التي أجريناها في تربصنا المغلق قبل بداية المنافسة في مدينة حجوط خلال شهر رمضان المعظم، حيث بعد يومين من ذهاب المدرب الحاج عبد الله مشري، أجرينا لقاء وديا ضد الفريق المحلي بملعب مكتظ بأربعة آلاف مناصر، وقتها أدركت أن لنا فريق قادر على الصعود. - أنا أتكلم عن الواقع الكروي الجديد على فريقكم، وحداثة تأقلمه معه... * أقول بأن الذي يعمل ويجتهد بإخلاص وبدون أفكار مسبقة ينال ويجزى كثيرا، ونحمد الله أن الأفكار الانتهازية ليست فينا، من قبيل استعمال الفريق لأغراض شخصية، وعندما تمسنا وتتوغل في أنفسنا، تأكد أننا سنترك الفريق دون رجعة. الانضباط سر نجاحنا - طيب، وما هو سر نجاح فريقكم المتواصل والمتوالي؟ * ليس هناك سر، الأمور سارت وتسير في فريقنا بشكل عادي يميزه الإنضباط الكبير، ونحن واقفون على كل كبيرة وصغيرة تخصه دون غيابات، لا من رئيس الفريق ولا من المسيرين ولا من المدربين وهذا منذ اربع سنوات، وأنت ترى معي أن الاستقرار هو عملتنا في الفريق، وهذا السبب الرئيسي في نجاحه. - هل يمكن القول بأن شباب الساورة استغل بعض العوامل كالمستوى المهتز لبطولة الرابطة الاحترافية الثانية في بعض فتراتها وانعدام الاستقرار الذي تكلمتم عنه لدى بعض الفرق، وقفز إلى الأعلى؟ * ربما النية لم تكن صافية وصحيحة عند هذه الفرق، كل شيئ مرتبط بالنية يا أخي. - وهناك أموال الرئيس زرواطي كذلك، هل يمكن معرفة قيمة الإنفاق على صعودكم؟ *الفريق عندما يكون في ضيق يجد زرواطي للتكفل به دون إبطاء أو انتظارالسلطات المحلية، فيجب التأكيد على أن الفريق له أمواله في حسابه الخاص به، وكذلك تتوفر ولاية بشار على وال كفؤ وقف مع فريقنا وقفة رجولية، وإذا تكلمت على الإنفاق أقول أننا أنفقنا على الفريق ومنذ سنة 2008 قرابة 25 مليا رسنتيم. - وما هو ردكم على بعض الأطراف التي شككت في نزاهة فريقكم، ولم تكن راغبة في صعودكم درءا لبعد المسافة بين مدنها ومدينة بشار؟ * أنا لا أنظر للقيل والقال من أي كان، ما يهمني هو أنني ابن ولاية بشار، وتحمست لرفع شأنها كرويا ففعلت، ثم ما ذا يقول فريقنا الذي قطع 31 ألف كيلومتر هذا الموسم، وأنا لما بدأت عملي قطعت هذه المسافة. ثم أنا أقول لهؤلاء ولكل الفرق مرحبا بكم، لأن الساورة هي الجزائر، ونحن كلنا جزائريون. - ولكن وحسب علمنا كنتم في ما سبق قد اشتكيتم من بعد المسافة واعتبرتموه عائقكم الوحيد في البطولة؟ * لا أبدا، لم نشتك من ذلك، فنحن متعودون، وأنا لما بدأت عملي قطعت هذه المسافة، والمشكل الوحيد الذي صادفنا هو تساقط الثلوج الذي أخرنا في عودتنا من مدينة قسنطينة إلى بشار، حيث بلغناها بعد 60 ساعة، فهذا هو المشكل الوحيد الذي اعاقنا فقط. - غالبية الفرق على عراقتها تشتكي من ضعف يدها ماليا، وفريقكم كيف كانت علاقته مع السلطات المحلية على هذا الصعيد؟ * ليست لنا مشاكل مع السلطات المحلية وما نطلبه يلبى، ونحن كذلك لا نطلب المستحيل. - وماذا يمثل هذا الإنجاز لكم شخصيا؟ * أنا شخص لا احب الأضواء، أحب مدينتي رغبت في رفع قيمتها من الجانب الكروي ففعلت. - الآن وصلتم إلى القمة والبقاء فيها صعب كما تعلمون، فهل فكرتم جديا في الموسم القادم واللعب ضمن كبار الكرة الجزائرية؟ * طبعا فكرنا، وصراحة لا نخشى شيئا، لأننا نتوفر على عامل الاستقرار المهم، ولنا رؤيتنا واستراتيجيتنا، ومن يريد العمل معنا، وخاصة من المدربين، عليه أن ينصهر مع هذه الإستراتيجية، لا أن يقدم علينا بذهنية أنه صاحب العقد والحل، فهناك تحديد للصلاحيات في فريقنا وعلى كل طرف احترامها. - وهل هذا ما انطبق على المدرب الحاج مشري عبد الله الذي غادركم حتى قبل انطلاق الموسم الكروي الحالي؟ *: تقريبا نفس الشيئ، فهو كانت لديه مواقف ورؤيته ونحن لنا مواقفنا ورؤيتنا. - مادتم تكلمتم عن الاستقرار، فهل معنى ذلك أنكم ستحتفظون بهؤلاء اللاعبين ومدربهم محمد بلحفيان؟ * عامل الاستقرار لن نتخلى عنه مهما كان الأمر والظروف، لكن كما تعلم فريقنا سيلعب في أعلى قسم كروي في بلادنا، ومن ثم يتوجب علينا إعداد انفسنا من جميع الجوانب، فبالنسبة للطاقم الفني، سنعمد وجوبا إلى تعزيزه، وسنرى إن كان بإطار محلي أم أجنبي، لكن مع الإبقاء على الطاقم الفني الحالي كاملا، اما بالنسبة للتشكيلة، فنحن نتعامل مع لاعبينا وفق عقودهم، ومن أراد أن يبدلنا ''الله يسهل عليه''، والأكيد أننا سنحتفظ بهيكل الفريق وما بين 10 إلى 15 لاعبا، وعيننا كذلك على آمالنا وأواسطنا، حتى نغرف منهم من يستحق الانضمام إلى الأكابر. سندعم فريقنا بوجوه جديدة والاتصالات مبرمجة - وهل عينكم كذلك على لاعبين جدد ستدعمون بهم فريقكم؟ * بالتأكيد، هناك أسماء في أجندتنا، سنباشر اتصالاتنا معها في المستقبل القريب، ونحن سنوظف لاعبين وفق احتياجاتنا، وقد نحتاج إلى بين 7 إلى 8 لاعبين جدد. -: ألا تخشون من رفض هؤلاء اللاعبين عروضكم خشية تبدل الظروف المناخية عليهم وبعد المسافة؟ * كثيرون من توافدوا على مدينة بشار، توجسوا خيفة من صعوبة تأقلمهم مع ظروفها، لكن سرعان ما أحبوها وتمسكوا بالبقاء فيها بعدما قضوا مدة قصيرة بها، وهذا الشيئ ينطبق على الجميع، العامل المدني، مدير المؤسسة، العسكري والشرطي... -: إذن هناك سحر خاص في مدينة بشار؟ * (يضحك) هو سحر الصحراء... -: نعود إلى قسمكم، كيف بدا لكم مستوى البطولة الاحترافية الثانية؟ * مستوى لا بأس به، وهناك فرق تستحق الصعود هي الأخرى، ويجب التأكيد أن التعامل مع هذه الفرق لم يكن سهلا، بل كان يتطلب منا تشكيل فريق مناسب قادر على الوقوف أمامها بندية. الهزيمة يجب أن تعلمنا والعنف لا مبرر له -: انهزامكم بدياركم أمام الرائد أهلي برج بوعريرج، وما وقع خلاله وبعده من أحداث مؤسفة واستقالتكم من الفريق، هل شككتم لحظتها في ضياع جهدكم وعدم قدرتكم على مواصلة البطولة بنفس النسق والوتيرة؟ * فكرت وقتها في الرحيل والاستقالة لسبب واحد، هو التصرف المشين لبعض أنصارنا واحتجاجا على الشغب الذي قاموا به في تلك المباراة، فهذه كرة قدم فيها الرابح والخاسر، وإذا انهزمت فعليك أن تتعلم كيف تنتصر، وهذا ما وددت أن يتعلمه أنصارنا، لهذا السبب استقلت لا لشيئ آخر، والأحداث التي وقعت ضد أهلي برج بوعريرج هي أحداث عادية تقع في أي ملعب، وأصارحك أنها حفزت فريقنا كثيرا في الآتي، وأضافت لنا تمويلا جديدا. - : هل يمكن القول أن أنصاركم حفظوا الدرس من تلك الأحداث، خاصة وأن الموسم القادم سيستقبل فيه فريقكم بملعبه كبار الكرة الجزائرية، ويمكن أن ينهزم كما يمكن أن يفوز لأنكم فريق حديث العهد بالقسم الأعلى، وبالتالي يمكن تكرار تلك الأحداث لا قدر الله؟ * يمكن أن أقول أنهم حفظوا الدرس، ولكن عندما تتوفر على 30 ألف متفرج، لا يمكنك التحكم في العدد الكبير من الأنصار، لكن سنقوم بالجهد اللازم حتى نتحكم في نسبة كبيرة منهم. علينا أن نتعامل مع الأنصار بصبر - وما هو دور لجنة الأنصار في مساعدتكم في تحسيس جماهيركم؟ * لنا لجنة أنصار، لكن يجب أن يعلم الجميع أن أنصارنا الحاليين يختلفون عن القدامى، وعليه يجب التعامل معهم بصبر. - وماذا عن شركتكم، هل ستهتمون بها أكثر، خاصة وأنكم ستلعبون في الرابطة الاحترافية الأولى؟ * لنا أفكار طموحة لتوسيعها وتعزيزها، لكن ننتظر توسيع القوانين المنظمة للاحتراف في بلادنا، وخاصة الشق التجاري في الميدان الكروي منها، الذي أراه محدودا وعائقنا في توسيع شركتنا، لأن البيع والشراء في مدينة بشار كبير وواسع ومتواصل، وتستطيع شركتنا الاستفادة منه وبوفرة. - وكم يبلغ رأسمال شركتكم حاليا؟ * أكثر من خمسة ملايير سنتيم. - وماذا عن نشأة فريقكم شباب الساورة؟ * فريق الساورة كان موجودا قديما لكنه جمد فيما بعد لسنوات، قبل أن أعيد أنا شخصيا تأسيسه سنة 2008 تحت مسمى شباب المريجة، ونغير التسمية في سنة 2009 إلى الحالية شباب الساورة، وحققنا معه الصعود في أربع مرات متتالية من القسم الجهوي إلى الرابطة الاحترافية الأولى. - نعرف أنكم أحد الممولين لفريق مولودية وهران، وبعد نجاحكم في فريقكم الحالي شباب الساورة، فضلتكم أطرافا محسوبة على المولودية لترؤسها، فما هو ردكم؟ * سمعت بمثل هذه الأقوال، لكن لا يمكنني التواجد في فريقين معا، سيكونان في الدرجة الاحترافية الأولى إن شاء الله، وأنا لا أنكر أنني من محبي فريق مولودية وهران، ومنذ الصغر كنت أنفرد معزولا بمكان في المدرجات المكشوفة أتابع مبارياته، حتى وفقني الله عز وجل لأعينه، وسأستمر لكن بطرق وكيفيات أخرى، أما الرئاسة، فأمر مستبعد جدا، لأن تفكيري كله سيكون لفريقي الحالي شباب الساورة . - وماذا تقولون في ختام هذا الحوار؟ * أهدي مجددا هذا الصعود التاريخي لفريقنا إلى كل سكان مدينة بشار ومحبي كرة القدم الحقيقيين في بلادنا، وأتمنى أن تتخلص من كل شوائب العنف التي تعرقل تطورها، فالكرة الجزائرية تختزن قدرات هائلة علينا جميعا أن نعرف كيف نؤطرها ونوجهها حتى تخدمها بنجاح.