على عكس ما كان متوقّعا حول عزوف المواطنين عن أداء الواجب الانتخابي، توجّه سكان ولاية برج بوعريريج على غرار كلّ سكّان مناطق الوطن إلى صناديق الاقتراع ليؤكّدوا للعالم أنّ الجزائر بخير وأبناءها واقفون إلى جانبها في السراء والضراء، وهي ضربة توجّه للذين يتربّصون السوء بالجزائر. أحدث حزب جبهة التحرير الوطني المفاجأة، حيث حصدت قائمة الحزب التي يترأسها وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال موسى بن حمادي 06 مقاعد من أصل 08 ممثّلة لولاية برج بوعريريج بالبرلمان متقاسمة إياها مع قائمة ''الوحدة'' الحرة التي حصدت هي الأخرى مقعدين، هذه النتيجة فاجأت المتتبعين للشأن السياسي بالولاية من ناحية عدد المقاعد التي حصلت عليها قائمة الأفلان، حيث كانت بوادر تقدّم القائمتين واضحة جدا أثناء الحملة الانتخابية إذ احتدم الصراع والمنافسة بينهما بالرغم من تواجد 45 قائمة تمّ قبولها خلال الاستحقاق الانتخابي منها 07 قوائم حرة و38 قائمة منضوية تحت لواء أحزاب وتشكيلات سياسية. للإشارة فإنّ نسبة المشاركة بولاية البرج ارتفعت مقارنة بالسنوات الماضية، حيث بلغت النسبة النهائية للمشاركة حدود 88,50 % بعدد إجمالي للناخبين بلغ 194370 من أصل 382 011 مسجل في القوائم الانتخابية وبلغ عدد الأصوات المعبّر عنها 169814 صوتا، أمّا الأوراق الملغاة فبلغ عددها 24556 ورقة، وحقّقت قائمة الأفلان فوزا ساحقا بحصولها على ثلاثة أرباع عدد المقاعد بحصدها ل 06 مقاعد، تلتها القائمة الحرة ''الوحدة'' التي كانت منافسا عنيدا لأحزاب عتيدة، على غرار ''الأرندي'' الذي خسر مقعده الوحيد الذي فاز به في تشريعيات ,2007 شأنه شأن حركة ''حمس'' التي كانت ممثلة هي الأخرى بمقعد واحد قبل أن يلتحق ممثله بحركة ''التغيير''، لتجد ''حمس'' نفسها خارج قبة البرلمان مع شريكيها في ''تكتل الجزائر الخضراء'' حركتي النهضة والإصلاح بالإضافة إلى حزبي ''الأفافاس'' و''العدالة والتنمية''. ويعدّ ما حدث في انتخابات أوّل أمس تكرارا لسيناريو تشريعيات 2007 مع اختلاف في النتائج، حيث سبق للقائمة الحرة ''الوحدة'' التي يترأسها عز الدين حماوي أن حصدت مقعدين في 2007 منافسة بذلك الأفلان الذي نال هو الآخر مقعدين في ,2007 وتكرّر نفس السيناريو ونفس المنافسة في انتخابات 2012 حيث حافظت القائمة الحرة ''الوحدة'' على مقعديها في البرلمان في حين أحدثت قائمة الأفلان الطفرة وصنعت الاستثناء الذي لم يسبق له مثيل بحصدها ل 06 مقاعد كاملة من أصل ,08 برئاسة موسى بن حمادي الذي عوّل عليه كثيرا لاستعادة مكانة الحزب العتيد بالولاية-.