كشف السيد عبد العزيز بلخادم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أن حزبه يفتح أبواب التحالف مع الأحزاب التي لها توجه وطني وتكون برامجها قريبة من برنامج تشكيلته، شريطة أن تتفق هذه الأحزاب حول برنامج وأرضية عمل مشتركة. وأعاب السيد بلخادم على أحزاب التيار الإسلامي التي قال إنها ارتكبت خطأ سياسيا لما بنت أوهاما للفوز وشبهت ما يحدث ب''الربيع العربي'' مما أفقدها عدة أصوات لأن الناخبين يرفضون اسقاط ما هو أجنبي على الجزائر. أوضح السيد بلخادم أن حزبه الذي سبق وأن أقام تحالفا مع التجمع الوطني الديمقراطي وحركة مجتمع السلم التي انسحبت من هذا التحالف في الأشهر الأخيرة، يثمن كل مبادرة لتوسيع التحالف مع أحزاب أخرى، شريطة أن تكون ذات توجه وطني لتمكين اكبر عدد ممكن من القوى السياسية في صنع القرار. وفي لقائه بمنتخبي حزبه من النواب الجدد ومناضلين أول أمس بزرالدة بالجزائر رد السيد بلخادم على أحزاب التيار الإسلامي التي تتهم حزبه بالتزوير بالقول أنها أخطأت في تقديراتها لأن الشعب الجزائري واع، ولا يريد أن يعيش أزمة أخرى وحالة من اللاستقرار لكون ''الربيع العربي'' الذي يتحدثون عنه لا يحمل معاني الربيع التي من المفروض أن ترمز للبهجة والسرور وليس الدم والدمار مثلما حدث في بعض الدول. كما رد المتحدث باسم الأفالان في لقائه مع ال221 نائبا جديدا لحزبه على ما وصفه بالإشاعات التي تداول في بعض الأوساط السياسية والتي اتخذت منها الأحزاب التي فشلت في التشريعيات وسيلة لتبرير فشلها والتشكيك في نزاهة هذا الاستحقاق الذي كانت فيه عدة منظمات أجنبية بعثت ملاحظين دوليين لحضوره شاهدة على الشفافية. وذكر السيد بلخادم أن هذه الأحزاب التي فشلت كانت تتكهن طيلة الحملة الانتخابية بالفوز و''حاولت التأثير على عقول الناس بأنها ستفوز، ولم تول أهمية لشرح برامجها إن وجدت، حيث راحت تتهجم على حزب جبهة التحرير الوطني وبنيت حملتها على السب والشتم، مما جعل الشعب يتأكد بأنها غير قادرة على إحداث التغيير الذي كانت تتحدث عنه كما أنها غير قادرة على تسيير شؤون البلاد فامتنع عن منحها أصواته''. وطالب المتحدث هذه الأحزاب بالتحلي بالسلوك الديمقراطي وتقبل الهزيمة واستخلاص هذه الدروس قصد الاستفادة منها مستقبلا لتحسين أدائها السياسي يدل التشكيك في النتائج والحديث عن التزوير الذي لم يقع. وفي هذا الصدد توقف الأمين العام للحزب العتيد عند تجارب الدول المتقدمة والأحزاب التي تحترم أنفسها وتؤمن حقا بالديمقراطية، على حد قوله، مشيرا إلى أن هذه الأحزاب عندما تنهزم تؤمن بذلك تهنئ الحزب الفائز. مذكرا بأن الشعب سيد في اختياراته وهو من وضع ثقته في حزب جبهة التحرير الوطني وصوت عليه. وتعهد السيد بلخادم بأن نوابه الجدد سيواصلون العمل لتجسيد الإصلاحات السياسية والسعي لتحقيق برنامج الحزب الذي صوت عليه الشعب في التشريعيات بما يستجيب لتطلعاته في مجالات الصحة، التعليم، الفلاحة، وخدمة الجالية الجزائرية في الخارج. وحذر السيد بلخادم النواب الجدد من إدارة ظهورهم لمن انتخبوهم، مشيرا إلى أن العهدة النيابية مسؤولية وهي تكليف وليس تشريفا كما أنها ليست وسيلة للاستمتاع بالامتيازات بل طرح انشغالات الشعب ومحاولة إيجاد حلول لها. وقد التزم نواب الحزب الجدد في بيان لهم خلال حفل على شرفهم بالمقر المركزي للحزب بحيدرة أول أمس بالعمل على تجسيد الإصلاحات السياسية واحترام برنامج الحزب وتوجهاته والتقيد بتعليمات الأمين العام.