أكّدت الكاتبة الروائية والمؤرّخة كورين شوفالي، أنّ الساحة الأدبية الجزائرية تفتقر إلى الكتب الأدبية الموجّهة للطفل والناشئة، مشيرة إلى أنّ ما هو موجود لم يستطع أن يخرج من نمط إعادة الكتابة للقصص الشعبية المعروفة، ولا تقوى على خلق كتب فيها الكثير من التشويق، السحر، والغرابة التي من شأنها أن تجذب الطفل لينهل من قصص المغامرات الرائعة. حسب السيدة كورين شوفالي (فرنسية الأصل وجزائرية المولد والجنسية)، فإنّ الكتّاب فشلوا في مهمة تأسيس أدب للطفل الجزائري بكلّ خصوصياته الاجتماعية، الثقافية والدينية، إذ ترى أنّ الكاتب الناجح هو من يقترب من بيئته ويحتكّ بأفراد مجتمعه ويسعى لفهم انشغالاتهم الحقيقية ويتطرّق إليها بالمعالجة في قصصه، ويراعي خصوصيته في أدبه، وخلق لغة تواصل بين الأديب والطفل، كما أنّ على الأديب أن يتحلى بالصبر ويكون على قدر من التكوين المتخصّص في التعامل مع هذه الشريحة. وتابعت تقول بفضاء ''أربعاء الكلمة'' بالجزائر العاصمة، بأنّها كتبت ثلاثة مؤلّفات للطفل واعترفت أنّ الكتابة لهذه الشريحة أمر صعب، كونها تستدعي الكثير من الجهد الفكري، ففضلا على ضرورة أن تكون مكان الصغار وطرح أفكار بقدر حجم استيعابهم للحياة، يجب كذلك ألا ندخل في خانة الاستخفاف بعقولهم، فهم يملكون من الخيال الكثير، وبإمكانهم فهم الكثير من الأمور التي يراها الكبار أنّها تعنيهم وحدهم. وقالت الروائية أنّ هناك جوانب لا يمكن الاستغناء عنها عند الكتابة للطفل، على غرار استخدام عناصر التشويق، الروائع والغرابة، فهي في غاية الأهمية للفت انتباه الطفل، حيث يؤدي به إلى مواصلة المطالعة وتمنح له استرسالا لخياله، وتزرع فيه المبادئ والأخلاق الإنسانية الفاضلة، مشدّدة على ضرورة الابتعاد عن المواضيع التي تتخلّلها سلوكات مرتبطة بالعنف، وأردفت تقول أنّ العالم جميل، ويجب أن تختتم القصة بنهاية سعيدة، وأن يتّخذ من البطل طفلا كذلك حتى يقتدي به القارئ الصغير. وفي سياق متصل، أشارت إلى أنّ الكتابة للطفل أمر صعب على العموم، ونجد الفئة التي يتراوح عمرها من 12 إلى 13 سنة أكثر صعوبة، لأنّها تتميّز بالتعقيد، وهي أعمار تتّجه نحو سن المراهقة، وهو ما يعني أنّها تكتسب الكثير من المعلومات ولا يمكن أن تكتب إليها بسهولة، وتمرير قصص عن الأساطير القديمة والخرافات فيجيدونها تافهة وسهلة. وعلى صعيد أخر، أكّدت السيدة شوفالي أنّ الكتاب لا يمكن تعويضه بالأنترنت أو التلفزيون، فله من الخصوصية والسحر ما يجعله أقوى وأصدق، واغتنمت الفرصة لتدعوا الأطفال للمطالعة أكثر، لأنّ هناك كتّابا يكتبون لأجلهم.