يمكن استنتاج عدة أشياء إيجابية من الانتصار العريض والهام، الذي حققه المنتخب الوطني أول أمس بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة ضد نظيره الرواندي، لحساب تصفيات كأس العالم ، وهي تشكل عوامل تبين بوضوح ان وحيد حليلوزيتش فتح صفحة جديدة للفريق الوطني الذي ينتظره مستقبل زاهر إذا استمر التقني البوسني في منصبه. إن الفوز برباعية كاملة لا يمكن ان نفسره فقط بالمستوى المتواضع للمنافس الرواندي الذي كان ضعيفا في خطوطه الثلاثة، بل يتجاوز ذلك، لان الخضر أنجزوا مباراة كاملة سواء من حيث المردود الجماعي، الفردي، التكتيكي أو البدني، وهذا يعكس بالفعل جاهزية اللاعبين للتصفيات القارية والعالمية، ويؤكد بالدرجة الأولى على الخيارات الصائبة التي يقوم بها المدرب الوطني وحيد حليلوزيتش في ما يتعلق بانتقاء اللاعبين لخوض هذه المواعيد الدولية والمجهودات الجبارة التي يبذلها لإعطاء نفس جديدة للفريق الوطني، ويتضح أيضا، ان مع حليلوزيتش لا يمكن لأي لاعب ان يعتبر نفسه أساسيا في التشكيلة مهما كان وزنه أو مستواه، وان الجاهزية الفعلية للمجموعة قبل كل موعد هي التي تحدد مشاركة أي منهم في التشكيلة الأساسية. وفور انتهاء المباراة ضد رواندا، أجمع كل الاختصاصيين على ان التقني البوسني فتح صفحة جديدة للمنتخب الوطني، من خلال إحداث نقلة نوعية في تركيبته، وبفضل الإستراتيجية الجديدة المطبقة داخل الفريق، بدأ لاعبون جدد يشعرون أنه بوسعهم تقديم الشيء الكثير للكرة الجزائرية وإعادتها إلى صف الأمم المتقدمة في هذه اللعبة الأكثر الشعبية في العالم، بعدما تأكدوا من ان المدرب حليلوزيتش أصبح يثق في إمكانياتهم، على غرار المدافع حشود الذي يرشحه البعض ليكون النجم القادم في صفوف الخضر، والمهاجم سوداني الذي أكد أمام رواندا انتعاشه الأخير مع ناديه البرتغالي غيماريش، لأن اللاعب السابق لأولمبي الشلف أنعش الخط الأمامي وأعطاه الفعالية التي كانت تنقص الفريق الوطني من خلال تسجيله هدفين بكيفية قلما شاهدناها، ويكفيه شرفا انه خريج البطولة الوطنية، فضلا عن انسجامه السريع مع زملائه في الهجوم جبور وسليماني وبودبوز وفيغولي، هذا الأخير أضحى أيضا أحد المحركين الأساسيين للمنتخب الوطني، بالرغم من الفترة الزمنية القصيرة التي مرت على انضمامه إلى صفوفه، ولا شك ان فعاليته ستكون أحسن بكثير في المستقبل. ويظهر أيضا أن حليلوزيتش أصبح يبني استراتيجيته في بناء منتخب وطني قوي، على إدخال تنافس كبير بين كل اللاعبين الذين يقوم باستدعائهم، ولا شك ان المناصب داخل التشكيلة الأساسية ستكون صعبة المنال في المستقبل على كل عناصر الفريق بدون استثناء، وان الأجدر منهم في تقديم الشيء الإيجابي للفريق هو الذي سيفلح في اختيار التقني البوسني، الذي بين للجميع انه يرفض الاعتماد على سياسة النجومية التي أضرت كثيرا في الماضي بالمنتخب الوطني، بدليل أنه بدأ في نسج توازن حقيقي داخل التشكيلة من خلال إعطاء فرص اللعب للمحترفين والمحليين على حد سواء، إلى درجة ان الفريق لم يتأثر بانسحاب ركائزه الأساسية السابقة التي أهلته إلى مونديال جنوب إفريقيا الأخير، مثل مطمور وبلحاج وعنتر يحيى، وبغياب كريم زياني منذ المباراة ضد تانزانيا. كل هذه العوامل سمحت للفريق الوطني بالدخول بقوة في هذه التصفيات الدولية، لأن الانتصار العريض أمام المنتخب الرواندي من شأنه ان يعطي ثقة كبيرة لزملاء حشود قبل الموعد الهام أمام مالي يوم 10 جوان بواغادوغو.