قررت الاتحادية الجزائرية لرفع الأثقال اختيار الرباع الشبل وليد بيداني، ممثلا لهذه الرياضة في الألعاب الأولمبية المقررة بلندن بين 7 جويلية و12 أوت المقبل، وذلك بناء على آخر اختبار له أنجزه خارج الوطن، حيث ساهم وبشكل كبير في تحقيق المنتخب الوطني للقبه القاري حسب الفرق، خلال البطولة الإفريقية التي جرت بالعاصمة الكينية نيروبي من 28 مارس إلى 4 أفريل الماضيين، عندما أضاف ثلاث ذهبيات إلى رصيد الجزائر، حسبما أكده المدير التقني للاتحادية، جمال عقون في هذا الحوار الذي خص به ''المساء''... - بداية، على أية معايير اخترتم الرباع بيداني لتمثيل رفع الأثقال الجزائرية في الموعد الأولمبي؟ * في الحقيقة وليد بيداني لديه مستقبل واعد، لأنه يتميز بشخصية البطل ويحوز إمكانيات كبيرة للنجاح، حيث حقق في عدة منافسات دولية نتائج إيجابية أبرزها في البطولة الإفريقية الأخيرة، حيث تمكن رفقة زملائه من التتويج باللقب القاري عقب فوزهم بست ذهبيات وخمس فضيات وثماني برونزيات، وزيادة على ذلك رفع 333 كلغ موزعة بين 150 في الخطف و183 في النتر وهي نتيجة تؤهله لاعتلاء منصة التتويج في اولمبياد لندن. - وماذا عن التحضيرات؟ * سطرت المديرية التقنية خطة تحضيرية طويلة المدى كانت قد انطلقت الموسم المنصرم، حيث ستستفيد التشكيلة الوطنية لحد الآن من ستة تجمعات، واحد منها ببولونيا، حيث كانت تنتظرنا مواعيد رسمية هامة بدءا بالبطولة الإفريقية التي أقيمت شهر أفريل الماضي، إضافة إلى الألعاب الأولمبية المقررة بلندن شهر جويلية القادم، وصولا إلى البطولة العربية المرتقبة بين 5 و12 أكتوبر المقبل. - هل تعد خرجة بولونيا كافية لرفع التحدي؟ * محطة بولونيا انطلقت في الأسبوع الأخير من شهر ماي الماضي وتستمر إلى غاية نهاية شهر جوان الحالي، وستتبعها الدورة الدولية ببولونيا التي ستشهد حضور منتخبات قوية على غرار فرنسا وبلغاريا، والتي من شأنها أن تعود بفائدة كبيرة على المصارع بيداني وبقية العناصر الوطنية، التي تحضر هي أيضا للموعد العربي الذي ستحتضنه مدينة بجاية شهر أكتوبر المقبل. - إعتادت رياضة رفع الأثقال على تمثيلها في الأولمبياد بأكثر من رباع، كيف تفسرون هذا التراجع؟ * فعلا، التراجع ملحوظ وبشكل لافت، حيث كان حضورنا في دورة 1996 بثلاثة رباعين مع بصباص ويحياوي وبوزنادة، ولم تتمكن الفدرالية من الحفاظ على هذا التعداد، حيث تقلص في دورة 2004 إلى مصارعين اثنين هما نافع بينامي وليلى لاسواني، ليصبح بعدها وجودنا مرهونا بتأشيرة الحظ التي تمنحها الهيئة الدولية للعبة، وذلك نظرا للسياسات التي تعاقبت على الاتحادية من طرف المسؤولين السابقين، أما في العهدة الحالية للرئيس العربي عبد اللاوي، فقد ركزنا اهتمامنا على سياسة التكوين القاعدي بعدما عرف هذا الجانب إهمالا كبيرا، خصوصا وأن رفع الأثقال ليست مجرد رياضة ترتكز على القدرة العضلية لشخص يتمتع بالبنية القوية، بل هي رياضة أولمبية تنتهج أساليب علمية في التدريب وتولي عناية للإعداد النفسي والذهني للرباع، دون إغفال الإلمام بالقواعد التقنية المعقدة. - وإذا عدنا للحديث عن مساعدات الوصاية لاتحاديتكم، هل هي في مستوى الرهانات التي وضعتموها في الحسبان؟ * إجراء تحضيرات من المستوى العالي لفائدة المتأهلين إلى دورة لندن، مرهون بمدى المساعدات التي يقدمها القائمون على الرياضة في بلادنا... ومثلما جرت العادة، فإن الوزارة وفرت إمكانيات مادية ضخمة من أجل ضمان استعداد في المستوى لجميع الرياضيين، ولم يكن هناك أي تمييز بين كل الرياضات، حيث سهرت الوصاية على توفير جميع مطالب الهيئات الرياضية والسهر على نجاح استعداداتها، الأمر الذي سمح بسير التحضيرات وفق المخطط الذي رسمته المديرية الفنية، حيث لم نشهد إلغاء أي تربص تدريبي للفريق الوطني، سواء تعلق الأمر بالتربصات التي جرت داخل أرض الوطن أو خارجه. - بصفتكم مديرا تقنيا للعبة، لا بد أنكم قد حددتم الهدف المرجو بلوغه في موعد لندن؟ * بما أن بيداني ارتقى مؤخرا إلى فئة الأكابر، فإن طموحنا سيكون في مستوى التألق الذي يتمتع به هذا الرياضي، وبالمقابل يعرف عن هذا الرباع أنه أضحى يحدث المفاجأة في كل محطة تنافسية وهو الشيء الذي يبعث فيه التفاؤل بتحقيق نتيجة ايجابية في أولمبياد لندن تليق بسمعته الكبيرة رغم صغر سنه حيث لا يتجاوز 18 ربيعا. - بم تختمون الحوار؟ * نطلب من القائمين على الشؤون الرياضة في الجزائر أن يمنحوا العناية الكافية لهذا التخصص الرياضي، باعتباره يجلب أكبر عدد من الميداليات.. علما أنه يضم ثماني فئات من الأوزان، كما أدعو إلى تدعيم إمكانيات الهيئة الفدرالية من حيث التجهيزات الخاصة بالرباعين طول الموسم وليس في الأوقات المناسباتية فقط.