نقص الهياكل السياحية والتأخر في تجهيز الشواطئ يهدد موسم الاصطياف أقرت مديرية السياحة بعنابة، خلال اجتماعها الأخير مع مختلف الفاعلين وشركاء القطاع بعنابة، خلال اجتماعهم مع والي عنابة محمد الغازي، أن هناك عدة نقائص في الإيواء وكذلك في قطاع الفندقة والمرافق المخصصة للتخييم، الأمر الذي جعل الساهرين على قطاع السياحة يتوقعون فشل موسم الاصطياف لهذه السنة، رغم توفر الحظيرة الفندقية بعنابة على 42 فندقا بطاقة استيعاب تبلغ 4 آلاف سرير. ولإنجاح موسم الاصطياف لسنة ,2012 وفرت ولاية عنابة كل الإمكانيات المادية والبشرية، حيث تنتظر مديرية السياحة استقبال أكثر من 5 ملايين مصطاف بعد تهيئتها ل 13شاطئا، مع إعادة فتح بعض المرافق السياحية، فيما تبقى أماكن التخييم مغلقة لأسباب أمنية. وقد أغلقت السلطات الولائية رسميا هذا الموسم، شاطئ ''القاب'' ببلدية شطايبي، غرب الشريط الساحلي، لأسباب أمنية، إلى جانب غلق شاطئ ''سيبوس''، ببلدية البوني شرق الشريط الساحلي بسبب التلوث، فيما يبقى شاطئ ''واد بقرات'' بالوسط الحضري لمدينة سرايدي ملوثا، رغم مساعي السلطات المحلية لمعالجة قنوات صرف المياه القذرة التي تصب فيه بعدة نقاط، وهي العملية التي تتطلب تقنيات غير متوفرة في الوقت الراهن، حسب التقنيين المختصين في مجال أشغال الري. فيما يبقى هناك 12 شاطئا مسموحا للسباحة، منها شاطئ ريزي عمر، رفاس زهوان وطوش، شطايبي، سرايدي، بلفدار، سانكلوا وغيرها من الشواطئ الأخرى، لكن ما سجلته مديرية السياحة يؤكد أن أغلب هذه الشواطئ تفتقر للمرافق الضرورية للإيواء والمراحيض، وغير مزودة بمياه الشرب والكهرباء، ماعدا شواطىء ريزي عمر، رفاس زهوان وبلفدار، حيث استفادت هذه الشواطئ خلال برنامج التهيئة من إنجاز عدة مرافق خلال سنة ,2011 وقد كلفت العملية 20 مليار سنتيم. وتحضيرا لموسم هذه السنة، فإن عمليات تنظيف الشواطئ ستكون على حساب مناصب الشبكة الاجتماعية، بسبب غياب الغلاف المالي لمشاريع النشاطات المكثفة لليد العاملة، مثل السنوات الماضية، فيما أسندت المزايدة العلنية لاستغلال مواقف السيارات ومساحات النشاطات التجارية بالشواطئ إلى مديرية السياحة، ويتوقع هذا الموسم أن يزداد عدد المصطافين عن الموسم الماضي، ويتجاوز 4 ملايين مصطاف خلال شهري جويلية وأوت، ليبقى مشكل الإيواء مطروحا بشدة، لنقص مرافق وهياكل الاستقبال، رغم ما أُنجز من فنادق محدودة السعة، لتصل طاقة الإيواء إلى ألفي سرير بالفنادق، و3260 سريرا بالمخيمات التي عرفت زيادة طفيفة. وأمام تسجيل هذا العجز، فإن العشرات من العائلات تؤجر شققها للمصطافين، بما فيها المستودعات، وقد حاولت البلدية تنظيم هذه العملية وفق إجراءات تنظيمية، غير أنها لم تتحكم فيها لعدم استجابة المواطنين، مما يطرح مخاوف من تكرار مأساة شهر جويلية الماضي، عندما تدهورت الأوضاع بفعل تزايد عدد المنحرفين وبائعات الهوى التي وجدت أماكن الإيواء خارج الرقابة الوقائية، خاصة بمدينة عنابة، وقد استفادت هذه السنة مما يقارب ال 15ملايير سنتيم لإنجاز العديد من مشاريع التهيئة التي بلغت أشغالها 70 بالمائة، ولكنها تحتاج إلى المزيد من الاهتمام لتحسين الصورة الجمالية لمدينة عنابة السياحية التي فقدت الكثير من مميزتها، وفي رأي المختصين في الساحة، فإن الشريط الساحلي العذري لولاية عنابة، وقع ضحية القوانين الجديدة الخاصة بحماية البيئة والمحافظة على الشواطئ، والتي قضت على المشاريع السياحية بالمناطق الخمس للتوسع السياحي، والتي تحولت إلى وجهة حقيقية للمنحرفين، بعد عزوف العديد من المستثمرين عن الاستثمار خارج مناطق التوسع السياحي.
ألفا دركي لتأمين المصطافين وحراسة الشواطئ
نصبت مصالح الدرك الوطني خلال موسم الاصطياف لسنة ,2012 في إطار مخطط دلفين الذي دخل حيز التنفيذ مبكرا هذه السنة، بسبب تزايد عدد السرقات والتهديد بالأسلحة البيضاء من طرف عصابات تستغل توافد المصطافين لسلبهم أغراضهم الخاصة، خاصة على مستوى شواطئ البحر، وعليه، فإنه تم -حسب والي عنابة- الاستنجاد بألفي دركي لاستتباب الأمن ووضع حد للسرقة والمجرمين، خاصة أنه من المنتظر إطلاق مخطط دلفين خلال منتصف شهر جوان، ليستمر إلى غاية منتصف شهر سبتمبر المقبل. وتعول السلطات على المخطط لإنجاح موسم الاصطياف، ويعمل هذا المخطط بالتنسيق مع مصالح الحماية المدنية، على تنظيم قطاع الاستثمار على الشواطئ، مع تكثيف الدورات والمداهمات لأوكار الرذيلة، وكذا الأماكن المعروفة المتواجدة بالأحياء الشعبية التي يكثر فيها الإجرام.