من المنتظر أن تشرع بلدية الجزائر الوسطى في إعادة تهيئة المحلات المغلقة والمهجورة منذ سنوات بنفق البريد المركزي، حيث ستستغل هذه المحلات لتقديم الخدمات للمواطنين بفتح صيدلية، أكشاك متعدد الخدمات الى غير ذلك حسبما أكده المكلف بالشؤون الاجتماعية والرياضية السيد حكيم بطاش ل ''المساء". أوضح السيد بطاش أن نفق البريد المركزي كان يضم حوالي 15 محلا منذ 20 سنة تقريبا، وكانت هذه المحلات تستغل من طرف تجار يعملون في إطار قانوني ويدفعون حق الإيجار الذي كان يتراوح ما بين 5 الى 10 ملايين سنتيم،و بعدها اكتشفوا أن النفق سيتحول إلى ممر للمترو'' فتوقف التجار عن العمل وهجروا المحلات وتوقف النشاط التجاري، الأمر الذي دفع ببلدية الجزائر الوسطى لمقاضاة هؤلاء التجار فربحنا القضية وقمنا باسترجاع هذه المحلات التجارية يقول محدثنا. وأضاف مصدرنا أن انتهاء مشروع التهيئة في هذا النفق سيكون نهاية السنة الجارية، حيث ستعود الحيوية والحركية الى المحلات التي طالها الإهمال الناتج عن كساد النشاط التجاري، وتأتي هذه الخطوة بعد أن صار هذا المكان شبه مهجور بل تحولت هذه المحلات في السنوات العشر الماضية إلى شبه مستودعات للسلع وأخرى طالها الغبار وهجرها أصحابها، رغم أنها تقع بمكان استراتيجي في قلب العاصمة. والزائر لنفق البريد المركزي لا يلاحظ سوى الغبار المتراكم على المحلات المغلقة والروائح الكريهة التي تنبعث من كل مكان، حيث أصبح المكان وكرا خاصا بالمتشردين والشباب المنحرف وهو الأمر الذي انزعج منه سكان العمارات المجاورة الذين طالبوا بإعادة فتح هذه المحلات كما كان في السابق واستغلالها في النشاط التجاري وإعادة الحيوية مثلما هو الحال بمحلات النفق الجامعي. من جهة أخرى، أعرب أصحاب المحلات المجاورة كالمكتبات وبائعو الألبسة عن استيائهم لعدم استغلال هذه الفضاءات التجارية وإعطائها للشباب البطال الذي يمارس تجارته على الأرصفة، حيث قال احدهم ل''المساء'' أن النفق شوه صورة العاصمة ولفت انتباه العديد من السياح الذين يقصدونها للتنزه خصوصا ساحة البريد المركزي، لكن للأسف وجود المتشردين والمنحرفين منهم الذين يسطون على ممتلكات المواطنين من هواتف نقالة وأشياء أخرى ثمينة جعل المكان موحشا.