أشرف، أمس، اللواء مالك نسيب، قائد القوات البحرية، على حفل تخرج الدفعات بالمدرسة العليا البحرية بتمنفوست، بحضور عمداء وضباط سامين من وزارة الدفاع الوطني وأركان الجيش الوطني الشعبي وإطارات من الناحية العسكرية الاولى وممثلي مختلف قيادات القوات وملحقي الدفاع لدى سفارات الدول الشقيقة والصديقة بالجزائر. وفي كلمته الترحيبية، أكد العميد قريش محمد، مدير المدرسة على أهمية التحكم في تكنولوجيات أنظمة الأسلحة المتطورة لمواكبة التحديات الدولية الراهنة، مبرزا الإصلاحات التي عرفتها المدرسة من خلال اعتماد نظام «ال ام دي»، مما يشكل قفزة نوعية بهدف رفع المستوى التعليمي ومصادرة العلوم التكنولوجية في المجال البحري. وفيما أشار العميد قريش إلى أن حفل التخرج يتزامن مع قرب الاحتفال بخمسينية استقلال الجزائر، أكد أن البلاد تفتخر بكفاءاتها المتخرجة في مختلف التخصصات التي سجلت مستوى يؤهلها لتأدية مهامها باحترافية. وقد بدأ حفل الافتتاح بتفتيش اللواء نسيب الدفعات المتخرجة، ثم تأدية القسم وتوزيع الشهادات وتقليد الرتب للمتفوقين الأوائل، ليتم بعدها تسليم واستلام العلم الوطني بين الدفعة المتخرجة والمقبلة على التكوين، ثم تسمية الدفعة باسم الشهيد بن شايب محمد السعيد. وتعد الدفعة المتخرجة، أمس، ثاني الدفعات التي تلقت تكوينا في نظام «ال ام دي» بالمدرسة العليا البحرية بتمنفوست في التخصصات البحرية. ويتعلق الأمر بعلوم الملاحة البحرية، اتصالات وأنظمة الأسلحة البحرية وميكانيك البحرية. وتضم هذه الدفعة طلبة من الدول الشقيقة والصديقة من فلسطين، ليبيا، موريتانيا والكونغو. أما الدفعة العشرين لضباط دورة القيادة والأركان تخصص عمليات، فتضم طلبة من جمهورية تونس ومن الكونغو. وقد تلقت هذه الدفعات تكوينا علميا وعسكريا، نظريا وتطبيقيا وفقا للبرامج الدراسية المقررة في منظومة التكوين المعتمدة لدى وزارة الدفاع الوطني والواقعة تحت الوصاية البيداغوجية لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتي مكنت الطلبة من اكتساب مهارات عالية ودقيقة في ميدان الاختصاص، كما اكتسب الطلبة كفاءة التحكم في اللغات الأجنبية، واستفادوا من تربصات تطبيقية على متن الوحدات العائمة لتدعيم معارفهم النظرية والاحاطة بالحياة والاختصاصات البحرية. وقبل ذلك، كان اللواء نسيب قد استمع إلى عرض حول تاريخ البحرية من طرف السيد شيخي عبد المجيد، كما تم تنظيم بعد نهاية مراسم حفل التخرج زيارة لمعرض الفن البحري والوسائل البيداغوجية وتسليم هدايا تذكارية لعائلة الشهيد. يذكر أن الشهيد بن شايب محمد السعيد من مواليد 8 جويلية 1931 بمدينة بسكرة، ونشأ في كنف عائلة ميسورة الحال غنية بحب الوطن والايمان بمبادئ الثورة التحريرية. بدأ بالكشافة الإسلامية، فمناضلا نشيطا ضمن الخلايا السرية للحركة الوطنية بمدينة بسكرة. ونظرا لنشاطه المكثف بعد اندلاع الثورة التحريرية، ألقي عليه القبض سنة 1955 وزج في سجن مدينة بسكرة. بعد خروجه من السجن التحق بصفوف جيش التحرير الوطني وشارك في عدة معارك الى جانب العقيد سي الحواس أهمها معركة جبل الدخان في نوفمبر 1956 ومعركة مضيان في نفس السنة، كما قاد معركة الميمونة في 10 أفريل 1957 والتي أصيب فيها بجروح لازمته الى ان وقع في كمين للعدو بالمكان المسمى»ثنية بوقرا» قرب «السلفة» على بعد حوالي 18 كلم من مدينة طولقة، حيث سقط الشهيد في ساحة الشرف يوم 28 نوفمبر 1959 بعد مقاومة عنيفة مع العدو.