يُطلق على علاقة الشباب بآبائهم «صراع الأجيال»، لأن الشاب يحاول إيصال صوته كونه فردا يتفاعل في مجتمعه يتأثر به ويؤثر فيه، بينما يحاول الآباء أحيانا فرض آرائهم من منطلق العلم بالشيء وبمصلحة الابن، وهذا يبدو عاديا تماما، فقط، ندعو هنا إلى أن إعادة النظر في التسمية، فنطلق عليها «الاختلاف لا يفسد للود قضية»، فالشباب عادة ما يعبرون عن آرائهم بطرقهم الخاصة كطريقة اللباس والأغاني وغيرها، كما أنهم ينفعلون بما يجري حولهم ومن الخطأ القول أنهم يعيشون في عالم خاص منزو بعيدا عن الواقعية..هم فقط ينظرون إلى الأمور من زاوية غير تلك التي ينظر إليها الكبار، وهذا ما يصنع الفارق بين الطرفين، أي ان الآباء وأولياء الأمور يشعرون دائماً بأن أبناءهم أو الشباب عامة لا يفهمونهم، في الوقت الذي يحس فيه الشباب أن أولياء أمورهم يتحدثون لغة أخرى! ما يسمى بصراع الأجيال موجود حقا، ولكن بقليل من الحكمة يمكن توجيهه بما يخدم الشاب وأسرته ومجتمعه ووطنه لا غير، تماما مثل فكرة المشروع التي تحتاج الدعم والرعاية حتى ترى النور والثمار من بعد.. كذلك الشباب.. هم بحاجة إلى دعم متواصل ورعاية لا متناهية. هذا هو واقع الحياة.. تأرجح بين العقل والعاطفة ولا أقول صراعاً، فما نتوقعه من العقل لا نستطيع توقعه من العاطفة، وبالحكمة يستطيع الآباء أن يحكموا تصرفات أبنائهم فقط إذا استطاعوا أن يقدروا ان أولادهم أصبح لهم رأي ويمكنهم اتخاذ قراراتهم بأنفسهم حيال العديد من المسائل والقضايا. وفي اعتقادي أن الشاب متى ما كان مسؤولاً عن حريته وشعر أنها حق قد اكتسبه وليست مجرد فرصة اقتنصها عنوة أو في غياب المراقبة، فإنه في هذه الحالة سيكون على قدر هذه المسؤولية. فلنكن أكثر قدرة على تفهم ما يفكر فيه شبابنا، ولنحترم طرق تفكيرهم، ولنقترب شيئاً فشيئاً من عالمهم، هناك سنكتشف أن تفكيرهم يشابه تفكيرنا وطرق عيشهم ما هي إلا تكملة لطرق عيشنا إذ أننا نحن كذلك شكلنا من قبل فرقا بيننا وبين آبائنا وهذه هي دورة الحياة...