طالب الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين بضرورة تحويل المساعدات التضامنية المخصصة لشهر رمضان والمتمثلة خصوصا في قفة رمضان إلى منح مالية تكون في حدود ال4000 دج لكل عائلة محتاجة، وعوض أن تتكفل البلديات بتوزيع هذه القفة يتم تقديم أظرفة مالية ربحا للجهد والوقت، كما اعتبر أن التجارب السابقة لعمليات توزيع القفة قد كشفت عن تمرير مواد غذائية منتهية الصلاحية وغالبا ليس لها أي جدوى، بالإضافة إلى استغلال بعض المجالس المحلية العمل الخيري لأغراض حزبية خاصة ونحن مقبلون على انتخابات محلية. وكشف الناطق الرسمي باسم الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، السيد الطاهر بولنوار، في حديث ل»المساء» عن وجود موزعين وتجار جملة غالبا ما يتم التعامل معهم خلال هذه المناسبات والذين يستغلون الفرصة لتمرير مخزونهم من بعض المواد غير المسوقة والتي تشرف مدة صلاحيتها على الانتهاء، ليتم توزيعها عبر قفة رمضان خاصة بالمناطق الداخلية للوطن خاصة في أوساط القرويين والعائلات المقيمة بالمناطق النائية. ويضيف السيد بولنوار أن غياب مخازن ملائمة على مستوى البلديات تزيد في سرعة تلف بعض المواد الغذائية الموجهة للتوزيع على العائلات إلى جاب غياب مخابر لتحليل المواد الغذائية وتحديد صلاحيتها من عدمها، ناهيك عن نقص أو غياب الأعوان المختصين في مراقبة هذه المواد علما أن كميات المواد الموجهة للتوزيع عبر قفة رمضان يتم وضعها في حظائر البلديات إلى حين توزيعها مما يعرضها للتلف السريع خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة. ولعل من أبرز المبررات التي يستند إليها اتحاد التجار في عرضه المتعلق بتحويل قفة رمضان إلى منحة مالية هي الحساسية التي تنجم بين التجار والموزعين بسبب اعتماد المكلفين بقفة رمضان وفي كل مرة على عينة محددة من الموزعين بالإضافة إلى إشعار الاتحاد الجهات المعنية عن وجود كميات من المواد الغذائية منتهية الصلاحية والتي يسعى أصحابها إلى التخلص منها من خلال تسويقها أو تمريرها عبر قفة رمضان مما يهدد صحة وسلامة المستهلك ويضرب بمصداقية هذا العمل الخيري كما أنه يسيئ لسمعة التجار. وتخصيص منحة مالية لكل عائلة -يضيف المتحدث- سيمكن صاحبها أو المستفيد منها من اقتناء ما يلزمه تحديدا في حين تضمنت قفة رمضان للسنوات الماضية وببعض البلديات مواد غذائية عديمة الجدوى في شهر رمضان الكريم، بالإضافة إلى مضاعفة بعض المواد بكميات هم في غنى عنها على غرار العجائن الغذائية أو الطماطم المصبرة والفرينة وغيرها...ناهيك عن الوقت الطويل والأيام التي تستغرقها عملية إعداد القفة في حين لا يتعدى توزيع المساعدات المالية ساعات. وستجد البلديات -يضيف السيد بولنوار- مبررا لعدم التزامها وتكفلها بانشغالات المواطنين خاصة تلك المتعلقة بالنظافة والتجارة الفوضوية التي من المتوقع أن تتسع رقعتها خلال رمضان القادم على اعتبار انشغال مصالح البلديات بالتحضير لهذا الشهر الفضيل الذي سيستغل أيضا لكسب ود المواطنين واستمالتهم استعدادا للانتخابات المحلية المقبلة.