أشرف المدير المركزي للعتاد، العميد على عكروم، أمس بالمدرسة العليا للعتاد بالحراش، على مراسم حفل تخرج 8 دفعات للطلبة الضباط العاملين وضبط الصف المتعاقدين، في جو ميّزه التنظيم المحكم والانضباط الصارم بحضور قائد المدرسة العقيد حمادي بن عيسى وعمداء وإطارات عسكرية بالمصالح المركزية لوزارة الدفاع وقيادة القوات البرية إلى جانب عائلات الطلبة المتفوقين الأوائل. وبعد أداء التحية العسكرية لمربعات الطلبة المتخرجين وتحية العلم الوطني؛ قام المدير المركزي للعتاد بتفقد الدفعات المتخرجة المتمثلة في الدفعة الثامنة والعشرين (28) لدورة القيادة والأركان والدفعة الستين (60) لدورة الاتقان والدفعة الرابعة عشر(14) لدورة التطبيق والدفعة الرابعة (04) للطلبة الضباط تكوين خاص والدفعة التاسعة والثلاثين (39) للأهلية العسكرية المهنية درجة ثانية والدفعة الثالثة والسبعين (73) للأهلية العسكرية المهنية درجة أولى والدفعة الثانية (02) لنظام “أل أم دي” وأخيرا الدفعة التاسعة والثلاثين 39 لضباط الصف المتعاقدين “الشهادة العسكرية المهنية درجة ثانية”. من جهته، أبرز قائد المدرسة العليا للعتاد، العقيد حمادي بن عيسى، في كلمته العزم الكبير للمصالح المركزية لسلاح العتاد التابع لوزارة الدفاع الوطني على الرفع من مستوى التكوين العلمي والتقني للارتقاء بالمدرسة إلى مصاف المدارس الكبرى، مؤكدا أن هذه السعي المتواصل يترجم بحق تطلعات القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي لمواكبة التطورات الراهنة في المجال التكنولوجي لمسايرة الركب ومواجهة التحديات المستقبلية. وأوضح العقيد بن عيسى أن تحقيق هذا الرهان لا يستثني المدرسة العليا للعتاد التي تسعى بما تملكه من وسائل لبلوغ هدفها الأسمى للمساهمة في احترافية جيشنا وذلك عن طريق التكيّف مع التكنولوجيات الجديدة والمناهج العلمية الحديثة للتكوين ومواكبة الأنظمة المتطورة بتجديد وتجهيز المنشآت وتحديث وسائل التكوين والتدريب وإثراء البرامج لمسايرة التغيرات العالمية الجديدة، وأضاف مدير المدرسة أن هذه المؤسسة التكوينية العريقة عملت بطريقة علمية مدروسة منذ أن تقرر اعتماد نظام “أل أم دي” (ليسانس، ماستر، دكتوراه) على توفير الشروط المادية بتسخير مخابر للكيمياء والفيزياء ومخابر اللغات وتوفير قاعات الأنترنت وكل متطلبات التعليم العالي بما يمكّن الطلبة المتربصين من التحصيل العلمي الجيّد. كما أكد أن المقوم البشري المؤهل والمتحكم في التكنولوجيا والمتشبع بالقيم الثقافية الوطنية والفخور بموروثه التاريخي والواعي بنبل وقداسة مسؤولياته تجاه الوطن هو السبيل الوحيد لبلوغ مستوى الدول الكبرى ومقارعة تحديات العصر والإبقاء على سلامة التراب الوطني ووحدة الأمة، داعيا الطلبة المتخرجين إلى بذل المزيد من الجهود للاقتداء بأبطال ثورة نوفمبر 1954 والتحلي بروح المسؤولية والأمانة باعتبارهم صمام أمان للجزائر وشعبها الأبيّ. وأوصى المتخرجين بأن يكونوا دوما قدوة في الالتزام بالقوانين والنظم والتحلي بمكارم الأخلاق والقيم الوطنية السامية، حاثا إياهم على الولاء للوطن والوفاء لتضحيات الشهداء الأبرار والدفاع عن المبادئ وقيم الجمهورية والإخلاص في العمل. وبعد توزيع الشهادات وتقليد الرتب للمتفوقين الأوائل وتسليم العلم الوطني للدفعة الجديدة؛ وافق المدير المركزي للعتاد على تسمية الدفعات المتخرجة باسم الشهيد البطل محمد العيشاوي. كما قدمت مربعات الطلبة استعراضات رياضية وعسكرية لمختلف التخصصات التي تضمنها المدرسة، ليليها عرض خاص للوسائل البيداغوجية وإمضاء السجل الذهبي من قبل المدير المركزي للعتاد. للإشارة، ولد الشهيد البطل محمد العيشاوي بتاريخ 1921 في مدينة سي مصطفى بولاية بومرداس، كان من بين الأوائل الذين انخرطوا في حزب الشعب، حيث تدرج في المسؤوليات من مسؤول قسمة إلى عضو لجنة الدائرة، ودفعته ظروف عمله لدى محامي فرنسي إلى تعلم أعمال السكريتاريا والدخول إلى الكتابة الصحفية، حيث نشرت له أول محاولة إعلامية في صحيفة “الجزائر الحرة” اللسان المركزي لحزب الشعب. وبعد اندلاع الثورة المسلحة اعتقل الشهيد العيشاوي وأخضع للتعذيب بدار محي الدين ثم حول إلى سجن تيزي وزو أين حكم عليه ب 18 شهرا قضاها بين سركاجي والبرواقية، ولدى خروجه التحق بجيش التحرير في الولاية الرابعة ورقي إلى رتبة ملازم أول يعمل كمسؤول بمصلحة الإعلام، وسقط الشهيد البطل محمد العيشاوي في ميدان الشرف سنة 1959 عقب اشتباك مسلح مع العدو الفرنسي بالناحية الثانية للمنطقة الثانية من الولاية التاريخية الرابعة.