أشرف اللواء حبيب شنتوف قائد الناحية العسكرية الأولى، أمس، على حفل تخرج الدفعة التاسعة والثلاثين من الضباط المهندسين في المدرسة العسكرية متعددة التقنيات، بحضور الوزيرة المنتدبة لدى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والمكلفة بالبحث العلمي، سعاد بن جاب الله والضباط العمداء. وأشار قائد المدرسة العميد محمد نجيب عمارة إلى أن الدفعة تضم 241 متخرجا، من بينهم 30 إمرأة ومكون من جمهورية الكونغو، موزعين على أربعة تخصصات هي الكهرباء، الميكانيك، الإعلام الآلي والكيمياء، وبهذا يبلغ عدد المهندسين المتكونين في المدرسة 3718 مهندسا. كما أضاف العميد عمارة أن هذه الدفعة هي الأكبر من حيث العدد منذ إنشاء المدرسة، كما تتميز بالنوعية العالية لمشاريع نهاية الدراسة، حسبما أشارت إليه لجان التقييم من الناحية النظرية والتطبيقية، مشيرا إلى أن الطلبة المهندسين تناولوا مواضيع حديثة تؤدي إلى تطلعات جديدة في مجال التكوين بالمدرسة وتتمثل في التشفير، معالجة الصورة، الإشارة الرقمية والاتصالات، الأنظمة المشحونة، الشبكات والإعلام الآلي البياني، الروبوتية والتحويل الحراري، التحليل الكيميائي والميكانيك الحيوية. وأكد قائد المدرسة أن النتائج الجيدة التي يتحصل عليها المتخرجون خلال تربصاتهم بالخارج، يؤكد المستوى العالي للمدرسة وطنيا ودوليا، مشيرا إلى أن هذه الدفعة جاءت نتيجة مشروع بيداغوجي يهدف إلى تكوين ضباط مهندسين من الناحية العلمية، العسكرية والإنسانية بطريقة متكاملة، لتجعل منهم فيما بعد خبراء محترفين في تكنولوجيا الدفاع والأمن، وأضاف في معرض حديثه عن نشاطات البحث العلمي والتكوين ما بعد التدرج بالمدرسة أنه تم خلال السنة الجامعية 2011-2012 فتح تخصص جديد في أشعة الراديو لتلبية متطلبات مصلحة الصحة العسكرية، إلى جانب التحضير لفتح تكوين متدرج متخصص في الصيانة وذلك بالشراكة مع مدرسة عليا فرنسية. وقال إن المدرسة كونت خلال السنوات الماضية 94 إطارا حاملا لشهادة ما بعد التدرج المتخصص و443 حاملا لشهادة الماجستير وذلك في تسع تخصصات من العلوم والتكنولوجيا المتقدمة و25 حاملين لشهادة الدكتوراه في العلوم منذ 2006، وهو رقم مرشح للارتفاع في السنوات القادمة لوجود أزيد من ستين رسالة دكتوراه في طور التحضير بالمدرسة. وفي إطار التعاون مع البلدان الشقيقة والصديقة، أوضح السيد عمارة أن المدرسة قدمت مساهمة لإنشاء نواة مدرسة للمهندسين العسكريين بموريتانيا، مشيرا إلى أن العدد الكبير من متخرجي المدرسة الذين يشغلون حاليا مناصب تأطير تقني وعلمي على أعلى المستويات في سلم القيادات والأركان يدل بصفة جلية على نجاح المدرسة في تحضير إطارات قادرة “على رفع تحديات التطور التكنولوجي لقواتنا المسلحة في مواجهة التهديدات الجديدة على أمن و دفاع الوطن”. وكانت مراسم الحفل قد بدأت بتفتيش اللواء شنتوف التشكيلات العسكرية ثم أداء القسم وتقليد الرتب وتسليم الشهادات للمتفوقين الأوائل التي تمثلت هذه المرة بميداليات مهداة من قبل رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة. بعد ذلك؛ تم تسليم واستلام العلم بين الدفعة المتخرجة والدفعة المقبلة على التكوين ثم تسمية الدفعة المتخرجة باسم الشهيد شباطي الربيعي وأخيرا زيارة المعرض العلمي. يذكر أن الشهيد شباطي الربيعي من مواليد 19 مارس 1936 بتاوزيانت في ولاية خنشلة، نشأ وسط عائلة متوسطة الحال، التحق سنة 1955 بثورة التحرير بعد أن أقنعه شقيقه الأكبر الشهيد شباطي علي بضرورة الالتحاق بصفوف المجاهدين دفاعا عن الوطن الأسير . التحق الشهيد بجيش التحرير الوطني بصفة مجاهد بقسمة شيلية في المنطقة الثانية بالولاية الأولى وشارك في عدة معارك وكمائن بمنطقة الأوراس من أشهرها معركة جبل راس أغروا ومعركة جبل خالد، معركة جبل تواقات بجبل شيلية ومعركة جبل وستيلي، حيث استشهد في ميدان الشرف سنة 1958.