غالون يطالب فرنسا بتغيير موقفها تجاه حقوق الإنسان في المدن المحتلة أكد بيار غالون، رئيس التنسيقية الأوروبية التضامنية مع الشعب الصحراوي ورئيس اللجنة التضامنية مع الشعب الفلسطيني على ضرورة أن تغير فرنسا من موقفها تجاه احترام حقوق الإنسان في خطوة أولى لمعالجة النزاع في الصحراء الغربية وفقا للشرعية الدولية. وأكد غالون خلال ندوة صحفية عقدها، أمس، بمقر اللجنة الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي بعد لقائه بوفد من النشطاء الحقوقيين الصحراويين القادمين من الأراضي المحتلة أن فرنسا رافعة شعار "حرية، عدالة، أخوة" مطالبة اليوم بالقيام بخطوة في الاتجاه الصحيح لتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقوقه المشروعة في اختيار مصيره. واغتنم صديق القضية الصحراوية فرصة وجود وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس بالجزائر لتوجيه رسالة واضحة إلى الحكومة الفرنسية بضرورة الاستجابة إلى تطلعات الشعب الصحراوي، خاصة مطلب توسيع مهام بعثة الأممالمتحدة إلى الصحراء الغربية من أجل تنظيم الاستفتاء "مينورسو" لتشمل حماية ومراقبة حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة وإرسال مقرر لحقوق الإنسان إلى المنطقة. وقال إنه "يجب على الحكومة الفرنسية الجديدة الأخذ بعين الاعتبار النداء الدولي لصالح الحق الأساسي للشعب الصحراوي بتبني موقف في مجلس الأمن الدولي في مجال احترام حقوق الإنسان في الصحراء الغربية". وهي الرسالة نفسها التي وجهها السفير الصحراوي بالجزائر إبراهيم غالي، الذي أعرب عن تفاؤله في أن تكون زيارة فابيوس إلى الجزائر فأل خير بالنسبة للقضية الصحراوية، خاصة وأنها الزيارة الأولى له إلى العالم العربي بما يحمله ذلك من دلالات. في هذا السياق، أكد غالون أن الموقف الفرنسي الداعم للمغرب جعل هذا الأخير يتصرف بمنطق القوة وهو ما جعله يسحب الثقة من كريستوفر روس المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي إلى الصحراء الغربية بعدما قرر هذا الأخير كسر القاعدة بإصراره على زيارة المدن المحتلة. كما أبقى على أمله قائما في إمكانية أن تتخذ الحكومة الفرنسية برئاسة جون مارك ايرولت موقفا إيجابيا إزاء القضية الصحراوية، خاصة وأن هذا الأخير وعندما كان رئيسا لإحدى البلديات الفرنسية كان يستقبل الأطفال الصحراويين، وهي عناصر أكد بشأنها غالون أنها تبعث على التفاؤل في إمكانية تسوية القضية وفقا لمبادئ الشرعية الدولية. كما أكد أن القضية الصحراوية التي قطعت أشواطا كبيرة بفضل نضال وكفاح الشعب الصحراوي تمكنت من ايصال صوتها العادل إلى أكبر المحافل الدولية سواء في أوروبا أو على مستوى الأممالمتحدة، حيث أصبح هناك إقرار علني بحق هذا الشعب في تقرير مصيره. لكن رئيس التنسيقية الأوروبية للتضامن مع الشعب الصحراوي أدان سياسة الكيل بمكيالين التي تنتهج سواء على مستوى المنظمات الدولية المعنية بحماية الأمن والسلم العالميين أو على مستوى الدول التي تدعي احترام حقوق الإنسان لكن في الواقع تتصرف بما يخدم مصالحها. وتساءل -في هذا السياق- لماذا تدعم المجموعة الدولية مبدأ استفتاء تقرير المصير في جنوب السودان الذي أفرز استقلال هذا الجزء من الأراضي السودانية ويقف صامتا عندما يتعلق الأمر بمصير الشعب الصحراوي؟ لكن ورغم العراقيل التي لا تزال تعيق تصفية آخر قضية استعمار في القارة الإفريقية فإن الناشط البلجيكي أكد أن تذليل هذه العقبات يتطلب مزيدا من الجهد وعملا دؤوبا من قبل المنظمات والجمعيات المتضامنة مع الشعب الصحراوي للتعريف بعدالة هذه القضية لدى مؤسسات المجتمع المدني الفرنسي وأيضا المؤسسات الرسمية. كما أكد على أهمية الدفع بالحكومة الإسبانية الحالية إلى التحرك لتسوية هذه القضية وفقا للشرعية الدولية، خاصة وانها أعربت علن احترامها لحقوق الإنسان ولضرورة تحمل إسبانيا لمسؤوليتها التاريخية إزاء النزاع الصحراوي. يذكر أن بيار غالون كان قد ألقى محاضرة أول أمس بجامعة بومرداس بمناسبة تنظيم الجامعة الصيفية لإطارات الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية أكد فيها على توسع شبكة التضامن الدولي مع الشعب الصحراوي وقال إنها في تنام كبير ومستمر عبر بلدان العالم، في هذا السياق أكد غالون على أهمية الدور الذي يمكن أن يلعبه رجال القانون والفنانون والممثلون في دعم القضية الصحراوية.