كعادتها، حضّرت مجموعة ناس الخير نفسها وتجند كل أعضائها لمساعدة أكبر عدد من المعوزين في شهر رمضان المبارك، عبر سلسلة من المبادرات والخرجات الميدانية التي بدأت عشية حلول الشهر، وتضمنت توزيع مواد غذائية للعائلات المحتاجة. ومثلما كان منتظرا، بالنظر إلى النشاط الكبير للمجموعة في كل المناسبات، فان عملية التحضير بدأت منذ مدة، من خلال استخدام وسائل التعبئة المتنوعة وعلى رأسها الشبكات الاجتماعية التي كانت فضاءا لنشر نداءات المساعدة والتضامن. وتعمد المجموعة إلى جمع المواد الغذائية الضرورية عبر نشر قائمة عما تحتاجه أو بالأحرى ماتحتاجه العائلات الجزائرية في رمضان، ومن أهم هذه المواد التي أعلنت عنها نجد: السميد، السكر، الفريك، الزيت، الحليب، الطماطم المصبرة، الشاي، السمن، القهوة والكسكسي، إضافة إلى الزبيب، الأرز، الحمص والمشروبات، وذلك تحت شعار “رمضان الخير”. ويتم العمل في هذا الإطار على المستوى الوطني ضمن كل المجموعات المنتشرة في الولايات المختلفة، كل حسب التجند المحلي للمواطنين. وقبل رمضان، كان موعد “ناس الخير الجزائر العاصمة” مع سكان أعالي جبال بوزقزة من أجل تزويد العائلات المعوزة بالمؤونة الغذائية، والتي تتضمن احتياجاتهم الأساسية من أكل وشرب طيلة شهر رمضان المعظم. وكذا مدّ يد العون لها وتزويدها بكل ما يلزمها من أغذية. وتقول المجموعة ؛إن مثل هذه العمليات”تهدف في مجملها إلى زرع الابتسامة ومنح الأمل”، لذا دعت المواطنين بنداء جاء فيه؛ “نرجو من إخواننا المحبّين للخير وأهله أن يبادروا بدعمنا لإدخال السّرور والفرحة على الكثير من إخواننا المحتاجين إليها، والله لا يضيع أجر المحسنين”. وكانت مجموعة “ناس الخير- الجزائر” بالتعاون مع الفيدرالية الجزائرية للمستهلكين قد نظمت حملة لمقاطعة اللحوم لمدة أسبوع - من 10 إلى 16 جويلية-، بعد الغلاء الفاحش الذي سجلته أسعارها قبيل حلول رمضان، حيث أشارت إلى أهمية الفعل الجماعي من أجل وضع المضاربين عند حدهم وذلك تحت شعار “يد الله مع الجماعة”، واعتبرت أنه من المهم جدا القيام بمبادرات من هذا النوع، بعد أن عرف سعر اللحوم في الجزائر منحى غير معقول، لحد أن سعر اللحم في الجزائر تجاوز كل الأرقام القياسية، في وقت تتوفر فيه الماشية، لدرجة تهريبها إلى البلدان المجاورة. ونبهت المواطنين إلى أهمية التحرك، لاسيما وأن هناك إمكانية لتعويض اللحوم بمواد بروتينية أخرى مثل؛ الخضروات والبقول الجافة. وعبرت المجموعة عن اقتناعها بأن الضغط ونجاح المقاطعة يمكنه أن يخفض أسعار اللحم بنسبة تتراوح بين 20 و25 بالمائة.