لا تخلو مائدة رمضان الجزائريين من حساء ''الشربة'' أو ''الحريرة'' كما تعرف في بعض المناطق، وبالرغم من اختلاف تسميات هذا الطبق، إلا أنه يعد أساسيا باعتباره الطبق الرئيسي الذي لا يستغنى عنه في هذا الشهر الفضيل، فإن العائلات الجزائرية تعتمد على اختيار أجود وأحسن المكونات اللازمة من أجل تحضير هذا الطبق· ومن بين أهم هذه المواد التي تساهم بشكل كبير في إعطاء النكهة المميزة للشربة مادة ''الفريك'' التي تختلف أذواقها وأنواعها من منطقة إلى أخرى· يعتبر ''الفريك'' من بين أكثر المواد استهلاكا في شهر رمضان، حيث لا تخلو الأسواق والمحلات من هذه المادة التي تشكل مادة أساسية في شربة رمضان، وقد تراوحت أسعاره في مختلف الأسواق التي زرناها ما بين 200 دج و280 دج للكيلوغرام الواحد، وهذا التباين في الأسعار تصنعه نوعية وجودة ''الفريك'' الذي يكثر عليه الطلب عشية رمضان، ولا يفارق المائدة الجزائرية في معظم المناطق الجزائرية· وعن إقبال المواطنين على هذه المادة، فقد أكد الكثير من المواطنين الذين صادفناهم خلال زيارتنا إلى سوق ''ميسونيي''، بأن العائلات الجزائرية لا تستغني عن ''الفريك'' في شربتها، إذ يعتبر عنصرا أساسيا في تحضير الشربة لما لديه من خصوصيات هامة، فهو يفتح الشهية ويساعد الصائم على تناول بقية المأكولات، عكس بعض العجائن التي تستعمل في تحضير هذا الطبق التي تجعل من هذا الطبق ثقيلا على المعدة· وتختلف أنواع ''الفريك'' من منطقة إلى أخرى، كما نجد اختلافا في المادة التي تصنع منها، فالمرمز مثلا وهو من أنواع ''الفريك'' مصنوع من الشعير المجفف والمطحون، بينما يصنع الفريك المستعمل في الكثير من الأحيان من القمح الصلب منه والأخضر، كما هو الحال بالنسبة للدشيشة، في حين يعد هذا النوع الأخير من بين أجود أنواع ''الفريك'' التي تلقى إقبالا كبيرا من طرف المواطنين· ولعل أشهر أنواع ''الفريك'' المعروفة في الأسواق الجزائرية هو ''الفريك الأخضر'' الذي يجلب من منطقة سطيف أو منطقة برج بوعريرج، ولكن يجب على الزبون أن يأخذ حيطته خلال شراء هذه المادة، فهناك من التجار من يبيع ''الفريك'' المغشوش، وذلك بالقيام بتغيير اللون أو خلطه بمواد أخرى، مثل الجلبانة الجافة، كما يلجأ بعضهم حتى إلى استعمال ملونات غذائية من أجل تمويه وجلب الزبائن· وتبقى مادة الفريك السطايفي في الأخير من بين أجود أنواع الفريك التي تدخل في تحضير طبق الشربة، كما أنه العنصر الأساسي فيها، لذلك يجب التمييز الجيد بين نوعية ''الفريك'' نظرا لوجود ''فريك'' مغشوش في أسواقنا·