شهدت قاعات الاستعجالات بأغلب مستشفيات العاصمة، في اليوم الأول من رمضان، توافد عدد كبير من المرضى بسبب تأثير الصيام خلال اليوم الأول من شهر الكريم، وكانت معظم الحالات التي قصدت قاعات الفحص خلال السهرة ناتجة عن دوران وغثيان وحالات إغماء وتقيؤ أصابت عددا هائلا من المواطنين. وحسب أحد الأطباء المناوبين بمستشفى بشير منتوري في تصريح ل«المساء" التي زارت المستشفى سهرة أول أمس، فإن تزايد إقبال المرضى على قاعات الاستعجالات كان منتظرا خلال اليوم الأول من الصيام خاصة من قبل المرضى أصحاب الأمراض المزمنة الذين عجزوا عن الحفاظ على توازن نظامهم الغذائي بسبب الصيام دون استشارة الطبيب المعالج أو عدم التزامهم بتعليماته خاصة مرضى السكري وأصحاب الضغط الدموي العالي الذين لا يحترمون مواعيد تناول الأدوية ليقوموا بعد الإفطار بمحاولة استدراك الوضع من خلال تناولها في ساعات الإفطار الثماني فقط. وأضاف المتحدث أن معظم الصائمين الذين توافدو على المستشفى أحسوا خلال اليوم الأول من الصيام بالدوخة والغثيان والرغبة في التقيؤ مع زيادة نبضات القلب بسبب تناول العديد منهم كميات كبيرة من الطعام بها نشويات مما يؤدي إلى رفع الأنسولين في الدم بسرعة وهذا يسبب نزول السكر الذي يسبب تعرقا شديدا للصائم. وحسب المتحدث، فإن هناك العديد من الأعراض الأخرى التي يمكن أن تظهر على الصائمين خلال اليوم الأول، محذرا في هذا الصدد من الأكل بسرعة وملء البطن بالطعام والماء السوائل الأخرى في نفس الوقت مما يلزم- حسبه- أن يضخ الجسم كمية كبيرة من الدم لكي يقوم بهضم هذا الطعام وهو ما يؤدي بشعور المريض -أضاف الطبيب- بالإعياء وعدم التركيز والإحساس بالدوخة لأن المعدة تكون صغيرة خلال النهار وفجأة تمتلئ بالطعام والماء الكثير فيحصل مغص في المعدة. وكشف الطبيب المناوب بمستشفى بشير منتوري بالقبة أن الحالات الأخرى التي توافدت بكثرة خلال اليوم الأول من رمضان على مصلحة الاستعجالات مرضى المعدة والقولون، بالإضافة إلى حالات الجفاف التي تسجل أكثر عند كبار السن الذين يغيب لديهم الإحساس الفعلي بالعطش مما يجعلهم ينسون تناول الماء وهو ما يؤدي إلى الجفاف خاصة أصحاب الأمراض المزمنة منهم. ونصح المتحدث المرضى بضرورة التقيد بالنصائح التي يقدمها الأطباء حتى وإن نصحوهم بعدم الصيام، مؤكدا أن التقيد بهذه النصائح من شأنها تجنيب المريض العديد من الأعراض الجانبية السلبية خاصة بالنسبة للمصابين بالأمراض المزمنة. كما أوصى الطبيب المناوب بأخذ القسط الكافي من النوم وشرب ما لا يقل عن لترين من الماء يوميا والأكل بتمهل وعلى فترات. من جهته، كشفت الطبيب المناوب بمستشفى القبة أنه إلى جانب هذه الحالات المرضية استقبلت مصلحة الاستعجالات لمستشفى القبة، أول أمس، ضحايا حوادث المرور التي ترتفع -حسبه- خلال شهر رمضان والتي غالبا ما تسجل قبيل الإفطار كما حدث أول أمس على الطريق الرابط بين عين النعجة والقبة وهو الحادث الذي سجل إصابة شخصين بالإضافة إلى ضحايا الاعتداءات. وحسبما وقفت عليه "المساء" سهرة أول أمس بمستشفى بشير منتوري بالقبة، فقد سجلت مصلحة الاستعجالات من بعد الإفطار إلى غاية السحور توافد حوالي 300 شخص أغلبهم بسبب تأثير اليوم الأول من الصيام، وشوهدت حالات تقيؤ كثيرة كان أغلبهما أمام مدخل المستشفى ومصلحة الاستعجالات.