استنفرت مصلحة الإستعجالات الطبية بمستشفى خراطة جميع قدراتها الطبية والعلاجية، من أجل التأطير الجيد للمرضى المتدفقين عليها بكثرة بعد كل موعد إفطار من هذا الشهر الكريم، يأتون من مختلف البلديات المجاورة وحتى من خارج إقليم ولاية بجاية. وقد كشف عميد أطباء قسم الإستعجالات لهذا المستشفى في حديث ل “الفجر” أن مصالحه تستقبل كل يوم عند موعد الإفطار ما لا يقل عن 180 حالة استعجالية، يتم تقديم لهم الإسعافات الطبية اللازمة، دون الإبقاء على هذه الحالات المرضية الخصوصية بالمستشفى. وحسب رئيس مصلحة أطباء قسم الإستعجالات، الدكتور كساني، فإن هذه الحالات المرضية المتوقعة ناتجة أساسا من الإفراط في تناول وجبة الإفطار، خاصة لدى الأشخاص المصابين بالأمراض المزمنة، الذين يقصدون المصلحة أكثر من غيرهم، بسبب اضطرابات حادة على مستوى المعدة بعد الإكثار من تناول أغذية متنوعة دفعة واحدة، دون الإلتزام بتفادي ما يؤثر سلبيا على الجهاز الهضمي. وبالنسبة للمصابين بالأمراض المزمنة، فإن تشخيص حالتهم المرضية إثبت تناولهم للسكريات بشكل مفرط، وبالتالي تعرضهم لوعكات صحية مضطربة ويصل الحد إلى أن يصل بعضهم إلى المستشفى وهو مغمى عليه. وحسب ذات المتحدث، فقد وجد طاقمه صعوبات كبيرة في إقناع مرضى السكر بعدم الصوم، نظرا لوضعهم الصحي الخاص الذي يفرض عليهم الإفطار في شهر رمضان، دون أن يفعلوا ذلك إيمانا منهم بأن شهر رمضان عبادة لا يجب تجاوزها. وحسب المتحدث فإن الكثير من الحالات يتداول نقلها إلى المستشفى كل موعد إفطار، وهو ما جعل هؤلاء المرضى الصائمين يعيدون حساباتهم ويقررون الإفطار حفاظا على صحتهم بعد أخذ رخصة دينية وطبية. أما بالنسبة للحالات الأخرى، فإن الأطباء ينصحون بعدم شرب الماء أولا أو الإكثار منه كون غالبية مواد الإفطار معدة من الماء، لذا ينصح بالتقليل من كميات الماء في اللحظات الأولى من الإفطار. إلى جانب هذا ينصح أطباء مرضى المعدة بالتقليل من تناول الحلويات الرمضانية التقليدية، واستهلاكها يجب أن يكون وفق التوازن الصحي لكل صائم . وعملا بنفس المعطيات التي منحتها لنا مصلحة الإستعجالات بالمستشفى، فإن إقبال المرضى المتوافدين على الأقسام العلاجية بالمؤسسة الإستشفائية الجوارية بدأ يقل مع بلوغ النصف الثاني من شهر رمضان. أما مدير المؤسسة الاستشفائية فقد اختار الحديث عن التحولات التي طرأت على المستشفى، من خلال استفادته من تجهيزات طبية حديثة تدعم بها أقسام المستشفى بعد إجراء توسيعات بالمبنى، وفتح مصالح جديدة كمصلحة تصفية الدم التي أنهت معاناة مرضى الكلى بالتنقل إلى عاصمة الولاية للخضوع إلى تصفية الدم.