تمّ أوّل أمس ضمن سهرات «الجزائر نيوز»، تكريم الفنان الراحل مقران أڤوا أحد أعمدة المديح الديني القبائلي، وهذا بمشاركة المحافظة السامية للأمازيغية وبحضور أعضاء من الكورال الذي كان يرافقه في تقديم مديحه، وكذا أبنائه ومحبّيه. في هذا السياق، أكّد السيد سي الهاشمي عصاد مدير الثقافة الأمازيغية بالمحافظة السامية ل «المساء»، أنّ هذا التكريم يدخل ضمن برنامج المحافظة كما يندرج أيضا في إطار الشراكة بين المحافظة وجريدة «الجزائر نيوز»، التي تتضمّن سهرات أدبية وفنية عن شخصيات أمازيغية يتمّ التطرّق إليها وتكريمها خلال شهر رمضان. مضيفا أنّه سيتم في هذا الشأن تكريم الشيخ رضوان في الرابع من شهر أوت المقبل. وأشار المتحدّث إلى أنّه سيتم لاحقا بمناسبة تكريم مقران أڤوا، انجاز فيلم وثائقي عن حياة ومسيرة الفنان الفنية من إخراج عزوز ارزقي، حيث تمّ عرض بعض اللقطات التي تمّ تصويرها في هذا التكريم، كما سيتم أيضا إصدار كتاب عن هذه الشخصية الفذّة بقلم حديد حسين. وتحدّث عصّاد عن ميزة الشيخ ابن قرية «آيت عطلي» بالأربعاء ناث ايراثن، فقال أنّه أوّل من أشرك النساء والرجال في فرقة واحدة للمديح، كما أنّه ونظرا لاحتكاكه بالفنان الصادق بجاوي، وضع في مديحه روحا من الفن الأندلسي، في حين استعمل البندير والغيطة في المديح، وهو نتيجة لتأثّره بالحقبة التي عاشها في بجاية. وبدأ حفل تكريم احد أهم فناني المديح الديني القبائلي، بتقديم بعض أعضاء الكورال التابع لأڤوا، وصلات من المديح الديني جاء فيها تهليل وتسبيح لله والصلاة على النبي المصطفى وكذا الدعاء لروح الفقيد الذي رحل عن الحياة سنة 2009، أعقبه تقديم بعض اللقطات عن الفيلم الذي سينجز لاحقا عن حياة والمسيرة الفنية لأڤوا، بحضور المخرج عزوز ارزقي، وجاء في اللقطات المعروضة مشاهد عن قعدات المديح الديني التي كان ينشّطها المرحوم رفقة فرقته في قريته «آيت عطلي»، وتظهر عليهم ملامح الدعة والهدوء النفسي والراحة التي تنبعث من الإيمان ومن ثمّ تظهر لقطات عن جنازة الفنان الذي وفدت إليها جماهير غفيرة ومن بينهم فنانون عدة مثل الفنان بوعلام شاكر الذي أعاد اغنية لأوا وهي»الله الله إذفلاون». وقدّم ابنا المرحوم كلمة عن الفقيد، فقال أحدهما أنّ مقران أڤوا، رحل فعلا بجسده ولكن فنه يبقى خالدا أبد الدهر والدليل على ذلك هذه القعدة التي نُظّمت تكريما له. أمّا الأستاذ يوسف نسيب المتخصّص في المديح الديني القبائلي، فقدّم مداخلة قصيرة عن الشعر القبائلي في المديح الديني وبالخصوص ذلك الذي تطرّق إلى قصص القرآن وقدّم مثالا عن قصيد «سيدنا يوسف» فقال أنّه مكتوب من طرف شاعر مجهول وتمّ التصرّف فيه من طرف شعراء آخرين. وأضاف نسيب أنّ كلّ الشعر القبائلي الخاص بالمديح الديني في القرنين 17و18 كان مجهول المصدر إلاّ ذلك الذي قيل من طرف الشاعر يوسف قاسي. مضيفا أنّ الشاعر المجهول الذي كتب قصيد يوسف احتفظ بقلب القصة كما جاءت في القرآن، إلاّ أنّه أضفى عليها إضافات مثل تفاصيل عن شكل يوسف وتحديد المدة التي بقي فيها في البئر وهو ما لم يأت ذكره في القرآن. وأشار المتحدث إلى أنّ الشاعر المجهول الذي كتب قصيد يوسف لم يكن مثقفا، والدليل على ذلك ذكره مثلا أنّ إخوة يوسف كانوا يستعملون البنادق وهو ما كان مستحيلا في ذلك الوقت، إلاّ أنّه أكّد على شاعرية هذا القصيد وجمالياته. أمّا الأستاذ سعدي قاسي، فقد تطرّق إلى قصيد سيدنا إبراهيم وقال أنّه حمل أيضا تفاصيل لم تذكر في القرآن مثل حديث سيدنا إبراهيم مع ابنه سيدنا إسماعيل وشكل ولون كبش التضحية وغيرها. مضيفا أنّ الشعر القبائلي المتخصّص في القصص الديني استطاع أن يبدع رغم نهله من التراث الأدبي العالمي والمحلي. واختتم حفل تكريم مقران أڤوا بتقديم كوراله لأغان خفيفة تقدّم عادة في الأعراس، باستعمال آلة الدف بعد تقديم في بداية الحفل مديحا يقدّم عادة في الجنائز.