الحديث عن مهزلة المشاركة الجزائرية في ألعاب لندن، هذه الايام، له طعم خاص ومر في آن واحد ومن حق أي جزائري مهما كانت صفته أن يخوض في هذا المحور كما يشاء، مادامت الفرصة مواتية ومادام أهل الاختصاص والحل والربط قد ناموا على إنجاز العداء توفيق مخلوفي، ولخصوا إنجازاتهم في ذهبية هذا النجم الذي ما اظنه سيقبل بان يكون الشجرة التي تغطي الغابة، فهو ايضا له ما سيبوح به مما يثقل صدره، وربما سيأتي اليوم الذي سيروي فيها قصة مجده وما هي المعوقات التي وضعت في مضماره لكبح طموحاته ..ولعل اول سؤال يمكن طرحه على اهل الاختصاص في الوزارة والاتحاديات المتخصصة وفي اللجنة الاولمبية الجزائرية، لماذا يتكرر سيناريو الاخفاق، ولماذا يسكت هؤلاء على واقع رياضتنا المتردي؟ وفي اعتقادي أن الاجابة على هذين السؤالين، لن تكون سوى ذر للرماد في العيون، طالما أن وزارة الشباب والرياضة لن تقوى على وضع يدها على الجرح، بمعنى انها لن تستطيع محاسبة المقصرين الذين عودونا على العزف على ورقة الاستقلالية عند تعرضهم لأي اجراء يمسهم حتى ولو كان من باب المصلحة العامة. ولا شك انه إذا عجزت الوصاية عن وقف عبث الاتحاديات التي أخفقت في اولمبياد لندن ولم تحاسبها وتطلب منها تبرير ملابسات اخفاقات ممثليها وتكشفهم امام الراي العام، فالاكيد اننا سنظل ندور في حلقة مفرغة وكالعادة نبحث عن كبش فداء يعفي الوصاية من مساءلة هؤلاء ويترك الحرية المطلقة لمسؤولي الاتحاديات الفاشلة للبحث عن المبررات التي تعفيهم من تحمل مسؤولية العبث الذي عشناه في السباحة والجيدو والمصارعة بأنواعها المختلفة وكذا الملاكمة وغيرها من الرياضات التي كان لنا فيها فيما مضى مجد ناصع. ان القول بان الملاكمة الجزائرية ظلمها الحكام وان الجيدو ذهب ضحية سوء تقدير طاولة التنقيط، وأن الطائرة النسوية فقدت اجنحتها في باريس مع فضيحة السرقة وان الدراجات واجهتها بعض المشاكل اللوجيستكية في لندن، هي في الواقع نغمة غير مقنعة للراي العام الرياضي على الاقل، لأننا ندرك بأن مسؤولي الملاكمة لم يحتاطوا مثلما يفعل الكبار، كما ندرك ايضا بأن مسؤولي الجيدو لم يستفيدوا من تجارب الماضي، بدليل أن الذي سمعناه من بطلتهم صورايا حداد فيه الكثير من السخافة والضحك على ذقون الناس، حينما تحدثت عن سوء التحضير . إن ما نأمله من المسؤولين الفاشلين، ان يبتعدوا او يرفعوا ايديهم عن الرياضة الجزائرية، ويتركوا غيرهم ليتعلموا من هذه الاخطاء، حتى نحافظ على إنجازات أمثال توفيق مخلوفي الذي يذكرنا بالأبطال الذين أنجبتهم الجزائر في الرياضة أمثال نورالدين مرسلي وغيرهم .