يعمل حاليا الروائي الجزائري واسيني الأعرج على عمل جديد يروي قصة شاب يبحث عن أسباب إغتيال جدّه الذي توفي في الثورة حين أغتيل في السجن، ويصل في بحثه إلى الجلاد الذي قتل جده خلال فترة الإستعمار الفرنسي للجزائر، وسيضع هذا الشاب الجلاد وجها لوجه أمام الجريمة التي إرتكبها ويحمله المسؤولية التاريخية، رغم تهرّبه في البداية، لكنّه سيعترف بجريمته، ويقول إنّه على وشك الموت لأنه كان مريضا بالسرطان. وأوضح واسيني في حوار مع جريدة “الشرق الأوسط” أنّه يشتغل عليها من باب رواية المراسلات، على شاكلة رواية “كرسي النسر” التي ترجمت إلى العربية، بيد أنّها رواية أميركية لاتينية بنيت على المراسلات. وتوقّف صاحب “الليلة السابعة بعد الألف”، “حارسة الظلام”، “مرايا الضرير” و«البيت الأندلسي” عند أهم مشكلة تواجه اليوم الثقافة في المغرب العربي، وقال “المشكلة الكبرى أنّنا لم ننشئ ثقافة مغاربية، بمعنى أنّ كثيراً من القضايا مثل قضية المرأة لا أجد إختلافاً في التعامل معها، فهي نفس الأطروحات في دول المغرب العربي، لكن لم ننشئ ثقافة مغاربية تتعلّق بهذا الموضوع، حيث لم تكن هناك نقاشات من المفترض أن تخرج بأطروحات مشتركة تشكل بعداً ثقافياً بمنظور موحّد”. وفي سؤال حول دور إتحادات كتاب المغرب العربي، ردّ بالقول “أنا ضدّ المؤسسات، لأنّها كانت دائما مؤسّسات ذات هواجس سلطوية، وكان هاجس الحرية آخر إهتماماتها، إلاّ أنّني لا أمانع إذا كانت هذه الاتحادات نقابية تدافع عن الكتاب وليست على صورة الاتحادات الصغرى أو القطرية، اتحادات تطرح الإشكالات الثقافية في المغرب العربي مثل مشكلة الحريات والديمقراطية عن طريق الكتاب، لكن هذا يقتضي وجود اتّحاد كتّاب له طابع نقابي وثقافي في الوقت نفسه، وليس الاتحادات الموجودة حاليا لأنّها إنكسرت وإنتهت، فكانت في أسوأ أحوالها مروجة لخطاب السلطة، وفي أحسن أحوالها مروجة لخطابات الأحزاب، وليس الخطاب الثقافي الديمقراطي الحر المتنوّر”. وأضاف نؤلّف “أصابع لوليتا” أنّ الاتحادات التي تنجز هنا وهناك كلها تابعة للمنظومة العامة، وإذا كانت المنظومة العامة الآن عاجزة لتحقيق أيّ شيء إيجابي، فهذا العجز سينعكس حتماً على الاتحادات التي خلقتها، وأكّد قائلا “دعنا من اتّحاد المغرب العربي، لأنّه اتّحاد سياسي نقاشاته سياسية وحساباته كبيرة وسوء التفاهم فيه كبير جداً، والعمى السياسي وعدم الرؤية الواضحة موجودة فيه، لكن يمكننا على هامش هذا أن ننشئ الاتحادات التي نتحدث عنها إذا كان دورها هو المزيد من الديمقراطية وتأكيدات الفاعلية والمزيد من النشاطات الثقافية والتنسيقية بين مختلف الاتحادات”.