أدانت كاترين أشتون المفوضة السامية للشؤون الخارجية والأمن لدى الاتحاد الأوروبي، أمس، قرار إسرائيل بطرح عرض لبناء وحدات سكنية جديدة في مستوطنة بالقدسالشرقيةالمحتلة التي من المفروض أن تكون عاصمة للدولة الفلسطينية المستقبلية. وأكد بيان صادر عن أشتون أن الممثلة العليا "تشعر بقلق جدي بشأن عواقب قرار السلطات الإسرائيلية الأخير بطرح عروض لبناء 130 وحدة سكنية إضافية في مستوطنة "هار حوما" داخل الخط الأخضر في القدسالشرقيةالمحتلة" في إشارة إلى خط الهدنة الذي أعلن عام 1949، ودعت إسرائيل إلى وضع حد فوري للأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقالت المسؤولة الأوروبية في البيان إن "المستوطنات غير شرعية في نظر القانون الدولي وتهدد بجعل حل للمشكل عن طريق إقامة دولتين أمرا مستحيلا"، مذكرة في الوقت نفسه بموقف الاتحاد الأوروبي، الذي يدعو إسرائيل إلى وضع حد فوري للأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية بما فيها القدسالشرقية. كما أضاف البيان أن الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي عبرت سابقا عن بالغ استيائها بشأن مخطط "هار حوما" الذي تمت الموافقة عليه في أوت 2010 وذلك كجزء من ألف وحدة سكنية تتطلع لإقامتها وتأجيرها. وطرحت إسرائيل الأسبوع الماضي عرضا للمتعهدين لبناء 130 وحدة سكنية في مستوطنة جبل أبو غنيم في سلسلة من الإجراءات يبدأ بعدها البناء الفعلي. لكن المسؤولة الأوروبية ورغم قناعتها بعدم شرعية المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ومخالفتها للقانون الدولي فإنها تكتفي كل مرة بإطلاق إدانات ومطالب لا ترافقها أية إجراءات عقابية ملموسة تحمل إسرائيل على الانصياع للشرعية الدولية، وهو ما جعل سلطات الاحتلال لا تولي أية أهمية لمثل هذه الإدانات ودليل ذلك أن حكومة الاحتلال تتعمد في كل المرة إطلاق مزيد من المشاريع الاستيطانية ما دامت لم تجد أية جهة تردعها أو تعاقبها. من جهة أخرى، خرج وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان بخرجة جديدة من مواقفه المعادية للفلسطينيين، لكن هذه المرة بدعوته إلى استبدال الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وطالب ليبرمان المعروف عنه عداؤه الشديد لكل ما هو فلسطيني في رسالة وجهها إلى اللجنة الدولية الرباعية حول الشرق الأوسط هذه الأخيرة بممارسة ضغوط لإجراء انتخابات في الأراضي الفلسطينية، معبرا عن آماله في أن تفضي إلى تغيير الرئيس عباس. وتحجج ليبرمان في رسالته بأن الرئيس عباس يبدو غير قادر أو غير مهتم بالتوصل إلى اتفاق من شأنه الوصول إلى حل للنزاع، لكنه تناسى عن قصد أن إسرائيل هي من تقف عقبة أمام أي مسعى من شأنه تسوية القضية الفلسطينية لرفضها العلني والصريح لحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدسالشرقية تتعايش جنبا إلى جنب مع إسرائيل.